حريق يندلع في مقر شركة شهيرة، يهرع رجال الإطفاء لأداء عملهم، ليجدوا بين النيران أموالا مشتعلة، ويكتشفوا خزينة سرية بداخلها 25 مليون جنيه (الدولار يساوي نحو 30 جنيها) بخلاف العملات الأجنبية.
تبدأ تحقيقات السلطات لتتوالى المفاجآت، الحريق لم يكن البداية ولكنه نهاية عملية سطو فاشلة، قام بها أحد أفراد الأمن الصناعي بالشركة، حيث استولى على مبالغ مالية كبيرة من الخزينة السرية، وأشعل الحريق لتغطية عملية الهروب لكن النيران حاصرته وامتدت إلى حقائب النقود المسروقة، ليقع في قبضة الشرطة.
ما سبق ليس جزءا من سيناريو فيلم مغامرات سينمائي أو قصة بوليسية مثيرة، وإنما واقعة حقيقية شهدها المقر الإداري لشركة مصر الوطنية للصلب في منطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، منتصف الأسبوع الماضي.
الأجواء السينمائية التي أحاطت بالحادث، بداية من اكتشاف غرفة الكنز السرية إلى الفشل الذريع للسارق، قد تبدو ملهمة لمؤلفي السينما لإضافة فيلم جديد إلى عشرات الأفلام التي قدمتها السينما المصرية عن حوادث سطو تنوعت بين الكوميديا والحركة والإثارة.
ونستعرض في الفقرات التالية بعض الأفلام المصرية الشهيرة التي قدمت قصصا لعمليات سطو طريفة ومتنوعة، بعضها قلّدها اللصوص في عمليات سرقة تجاوزت مصر إلى دول أخرى.
لصوص لكن ظرفاء (1968)
يعتبر فيلم “لصوص لكن ظرفاء” من إخراج إبراهيم لطفي من أشهر أفلام السينما المصرية التي قدمت عملية السطو بأسلوب كوميدي متميز. تدور أحداث الفيلم حول مخطط اللصين حامد (أحمد مظهر) وإسماعيل (عادل إمام) لسرقة محل مجوهرات، وسبيلهما الوحيد للوصول إلى هدفهما هو حفر أرضية شَقّة تعلو المحل يسكنها زوجان في خلافات دائمة.
وفي إطار كوميدي يسعى اللصان إلى إخراج الزوجين من منزلهما للقيام بعملية الحفر، ولكنهما يصطدمان بفضول الجارة العجوز مدام شوشو (ماري منيب) وببغائها الذي يكشف اللصوص. وكلما اقترب اللصان من تحقيق هدفهما وقع خلاف بين الزوجين وعاد أحدهما إلى المنزل.
يتمكن اللصان في النهاية من الوصول إلى هدفهما وسرقة خزينة المجوهرات، ولكنها يجدان الشرطة في انتظارهما. ورغم النهاية المثالية للفيلم بالقبض على اللصين، فإن الفكرة ذاتها صارت مرجعا للصوص الذين قاموا بتنفيذ العديد من حوادث السرقة بالطريقة ذاتها.
عفريت مراتي (1968)
بعد أشهر من عرض “لصوص لكن ظرفاء” قدم المخرج فطين عبد الوهاب فيلمه “عفريت مراتي” من تمثيل شادية وصلاح ذو الفقار وعماد حمدي وعادل إمام، وقدم عملية سطو أخرى اتسمت بالكوميديا والإثارة.
تدور القصة الأساسية للفيلم حول انشغال موظف البنك صالح (صلاح ذو الفقار) عن زوجته عايدة (شادية)، ما يصيبها بمرض نفسي. يشتكي صالح لصديقه رائف (عماد حمدي) أحوال زوجته فينصحه بأن يملأ حياتها بالإثارة، وأن يتقمص دور رجل عصابات يقوم بسرقة البنك الذي يعمل فيه.
وبعد العديد من المواقف والمطاردات الكوميدية من رجال شرطة مزيفين، يكتشف صالح أن رائف ورّطه بالفعل في عملية سرقة حقيقية، لتدور مواجهات طريفة تنتهي بهزيمة العصابة الحقيقية، ويعيد صالح وأصدقاؤه الأموال إلى خزينة البنك، وتعود الزوجة إلى حالتها الطبيعية.
عصابة حمادة وتوتو (1982)
يقدم المخرج محمد عبد العزيز في فيلمه “عصابة حمادة وتوتو”، عصابة زوجية (عادل إمام ولبلبة) تدفعهما الظروف -وفق تبرير الفيلم- إلى القيام بعمليات سطو متعددة، للإنفاق على ابنهما الوحيد وبناء فيلا الأحلام التي يخططان لها.
فبعد قيام رئيسه في العمل بسرقة مشروعه وطرده من العمل، يتحول حمادة إلى لص يتعاطف معه المشاهد، وفق رؤية صناع العمل، ويبدأ إجرامه بسرقة صيدلية لعلاج ابنه المريض، ليجد أن الطريق الأسهل للثروة هو السرقة، ويكوّن مع زوجته عصابة للسطو.
يسرق الزوجان محل جزارة ومدرسة وشركة خدمات الهاتف، ورئيس شركته السابقة، وفي كل واقعة يجدان المبرر اللازم “نحن لا نسرق ولكن نصحح أوضاع خاطئة” كما جاء على لسان البطل، فالجزار جشع، والمدرسة تطلب مصروفات مبالغا فيها، وشركة الهاتف تفرض أموالا بغير حق على المواطنين الذين يفرحون لسرقة الشركة ويصفقون للعصابة. وحتى لا يتعرض صناع العمل للحرج بانتصار اللصوص، ينتهي الفيلم بعبارة تشير للقبض على الزوجين وسجنهما لاحقا.
حلق حوش (1997)
عملية سطو كوميدية أخرى يقدمها أيضا المخرج محمد عبد العزيز في فيلمه “حلق حوش”، ولكن العصابة هذه المرة تتكون من الجيران الثلاثة شادية (ليلى علوي) وفرج (محمد هنيدي) وحسونة (علاء ولي الدين) الذين تجمعهم الظروف المادية الصعبة وفشلهم في الحصول على عمل شريف.
يقرر المهمشون الثلاثة تشكيل عصابة لسرقة البنوك، مقلدين فيلما أجنبيا شاهدوه في السينما الصيفية التي يطل عليها سطحهم، ويقتحمون أحد البنوك الصغيرة بصورة هزلية ويحتجزون رواده وموظفيه كرهائن.
لكن المفاجأة أن خزينة البنك كانت خاوية إلا من بعض الأوراق الممزقة، وتمرح فيها الفئران التي وضعها المدير الفاسد للتغطية على سرقاته.
تنضم إحدى موظفات البنك إلى العصابة وتقترح عليهم طلب 5 ملايين جنيه من الشرطة لإطلاق سراح الرهائن، الذين يقررون بدورهم مساعدة العصابة مقابل اقتسام مبلغ الفدية معهم.
وبالفعل ينجح الثلاثة في الهروب بالمال بعد أن اختاروا منطقة الأهرامات للقاء وتوزيع الغنيمة، ولكن الشرطة كانت في انتظارهم، لينتهي مصيرهم إلى السجن حيث يحاولون الهروب على طريقة فيلم آخر هو “الهروب الكبير”.
مقلب حرامية (2009)
في مزيج من الكوميديا والإثارة يقدم المخرج سميح النقاش في فيلمه “مقلب حرامية” عملية سطو تستهدف مطبعة البنكنوت المصرية الرسمية، بواسطة فريق من اللصوص الشباب أصحاب مهارات متعددة يقودهم مسؤول أمني سابق يدعى جابر (صلاح عبد الله).
وتنقسم خطة العصابة إلى جزأين الأول هو سرقة تصميمات أوراق البنكنوت الجديدة، والثاني التسلل إلى مطبعة النقود عبر حفر نفق من البناية المجاورة وسرقة الأوراق الخام لطباعة البنكنوت.
وعبر مجموعة من المغامرات التي تتخللها مواقف كوميدية، تنجح العصابة في مهمتها، ويكتشفون نية جابر الغدر بهم، ليقوموا بالاستيلاء على الغنيمة والهروب بها، بينما يحاول أحدهم الحصول عليها بمفرده ولكنهم ينجحون في مطاردته واستعادة الأموال، والاستمتاع بها بعيدا عن جابر والحكومة.
https://www.youtube.com/watch?v=zmg3iOkx3-s
بنك الحظ (2017)
في إطار من الكوميديا الهزلية يخطط موظف البنك محمد صالح (محمد ممدوح) لسرقة 15 مليون جنيه من مكان عمله، بعد تعرضه للفصل نتيجة تجاوزاته في حق العملاء.
يستعين صالح بزميله في العمل عمرو (أكرم حسني) وشريكهما في محل ألعاب البلايستيشن زئرو (محمد ثروت)، لمساعدته على تنفيذ عملية السطو.
يتنكر الأصدقاء الثلاثة، ويدخلون لسرقة البنك ويعترضهم رجل الأمن العجوز الذي يواجههم على طريقة مقاتلي النينجا قبل أن يتمكنوا من السيطرة عليه، لكنهم يفاجؤون بعصابة أخرى جاءت لسرقة البنك بالتخطيط مع نائب المدير.
يتصدى صالح وصديقاه للعصابة ويتمكنون من الإيقاع بهم، وإنقاذ الرهائن، ويقوم مدير البنك بتبرئتهم أمام الشرطة.
الخطة العايمة (2020)
من يتخيل أن يقوم كفيفان بسرقة بنك؟ هكذا فكّر موظف البنك المرتشي جلال (عمرو عبد الجليل) أثناء تخطيطه لسرقة أوراق مهمة تدين رجل أعمال فاسدا من إحدى خزائن البنك، وتسليمها له مقابل 10 ملايين جنيه.
يقرر جلال الاستعانة باللص “على الله” (محمد عبد الرحمن) وسمكري السيارات حمزون (علي ربيع) وهما كفيفان أصحاب مهارات خاصة، ويعهد إلى ياسمين (غادة عادل) مهمة تأهيلهما وتدريبهما على عملية السرقة.
وبعد سلسلة من المواقف الكوميدية، يتمكن الكفيفان من تنفيذ الخطة وفتح الخزينة بمساعدة جلال والحصول على المستندات، ولكنهما يأخذان رهينة أخرى بخلاف المتفق عليه.
ويتضح لاحقا أنهما أعدا كمينا لجلال ليسقط في قبضة الشرطة، بينما تساوم ياسمين رجل الأعمال الفاسد وتستعيد ابنها وتحصل على الملايين العشرة، قبل أن تبلغ عنه الشرطة، وتقتسم الغنيمة مع حمزون و”على الله”.