تشهد الدورة الثامنة لمهرجان أسوان لسينما المرأة، التي ستنعقد بين 20 و25 أبريل/نيسان الحالي، حضورا قويا للسينما الفلسطينية على مستوى الأفلام والجلسات النقاشية ولجان التحكيم، بالإضافة إلى مشاركة تونس ضيف شرف المهرجان، وعرض 76 فيلما عن المرأة من دول متعددة وفي مسابقات المهرجان المختلفة، إلى جانب تكريم عدد من الشخصيات البارزة في صناعة السينما.
أفلام فلسطينية من المسافة صفر
يحتفي المهرجان بالسينما الفلسطينية من خلال ندوة بعنوان “أفلام فلسطينية من المسافة صفر” التي تديرها المنتجة والكاتبة الفلسطينية ليال بدر.
يتحدث خلال الندوة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي عن مشروعه “من المسافة صفر” الذي بدأه عقب حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن الأفلام التي أعلن عنها مشهراوي -عبر حسابه على فيسبوك- فيلم “يوم دراسي” من إخراج أحمد الدنف، و”جلد ناعم” من إخراج خميس مشهراوي.
وأشارت إدارة المهرجان -في بيان لها- إلى دور مشهراوي عن طريق مشروعه في إتاحة فرص لصناع السينما في غزة للتعبير عن أنفسهم من خلال الأفلام، ويهدف المشروع إلى إنتاج حوالي 20 فيلما تصل مدة كل واحد منهم من 3 إلى 6 دقائق، حيث يوثق المخرجون تجاربهم باستخدام كاميرا الهواتف المحمولة وبتقنية ولغة سينمائية جيدة وسرد قصص لم يتم تقديمها من قبل.
كما يترأس رشيد مشهراوي لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصري، التي تضم الممثلة المصرية رانيا يوسف والكاتب المغربي محمد أوشيكة، بينما تشارك الفلسطينية ليال بدر في لجنة تحكيم جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل فيلم أورومتوسطي.
وتُعرض خلال فعاليات المهرجان 6 أفلام عن القضية الفلسطينية ضمن برنامج “أنا فلسطينية”، وهي أفلام قصيرة من ضمنها 5 أفلام بتوقيع مخرجات فلسطينيات، ومنها فيلم “خيوط من حرير” إخراج ولاء سعادة التي استشهدت فجر الثاني من مارس/آذار الماضي بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي على خيام النازحين في مدينة دير البلح.
الفيلم الذي تم إنجازه عام 2019 يوثق الحكايات الشعبية لفلسطين من خلال التطريز بخيوط الحرير لصناعة الثوب الفلسطيني الذي تمسكت به النساء قبل النكبة والتهجير، من خلال قصة امرأتين بدويتين في غزة بدأتا العمل في التطريز منذ نعومة أظافرهن وتعملان على نقل المهنة وتوارثها عبر الأجيال اللاحقة.
وفيلم المخرجة ليال كيلاني “لو أخذوه” تم إنجازه عام 2019 يتناول الأشكال المتعددة للمقاومة من خلال شخصية “أم أيمن” التي تزرع في أبنائها وأحفادها أنه ليس لديهم بديل سوى الحفاظ على بيتهم.
كما يشارك في البرنامج فيلم “أنا من فلسطين” للمخرجة إيمان الظواهري، و”مستقبل مقطوع” للمخرجة علياء أرصغلي، و”سرد” للمخرجة زينة رمضان، والفيلم السادس “محاولة نجاة” من إخراج بشار البليسي.
برنامج خاص للسينما السودانية
وتتضمن فاعليات المهرجان برنامجا خاصا للسينما السودانية، تُعرض خلاله 5 أفلام تعبر عن المرأة السودانية أو صنعت ببصمة مخرجات سودانيات، والأفلام هي “كالوس برؤوت” من إخراج هاجر حسن، و”طوبة لهن” من إخراج رزان محمد، و”سينامون داليا” من إخراج خيري سمير، و”حكاية مآب” من إخراج صلاح برق، و”نساء الحرب” من إخراج القدال حسن.
تونس.. ضيف الشرف
تشارك تونس بصفتها الدولة ضيف الشرف في المهرجان هذا العام، إذ يفتتح الدورة الثامنة الفيلم التونسي “بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية، الذي وصل إلى القائمة القصيرة في الأوسكار 2024 عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وحصل على جائزة سيزار وجائزة غوثام لأفضل فيلم وثائقي.
وضمن مسابقة الأفلام الطويلة، يشارك فيلم “كواليس” للمخرجة عفاف بن محمود وخليل بنكيران، وبطولة عفاف بن محمود وصالح بكري، ويتضمن المهرجان برنامجا خاصا للأفلام التونسية القصيرة يضم مجموعة من أحدث الإنتاجات التونسية في السينما.
وخلال بيان نشرته إدارة المهرجان عبر الصفحة الرسمية على الفيسبوك، تم التأكيد على استحداث وجود دولة ضيفة شرف المهرجان للمرة الأولى، تقديرا للنجاحات التي حققتها السينما التونسية، خاصة في الأفلام التي تناقش قضايا المرأة.
وتشارك المخرجة مرفت مديني كمون في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة في المهرجان، كما تخصص ندوة عن سينما المرأة التونسية بمشاركة ناقدات ومخرجات تونسيات، ويكرم المهرجان هذا العام المونتيرة التونسية كاهنة عطية التي ستتولى أيضا رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة.
كما يكرم المهرجان هذا العام المخرجة المصرية هالة خليل، والدكتورة منى الصبان أستاذة المونتاج بأكاديمية الفنون، والممثلة غادة عادل، والنجمة الفنلندية ألما بويستي.
وتتنوع أفلام المهرجان بين الروائي والوثائقي والقصير، ففي مسابقة الأفلام الطويلة تُعرض 10 أفلام، و20 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة، و6 أفلام خاصة بالأطفال، و4 أفلام في مسابقة الفيلم المصري إلى جانب العروض الفلسطينية والتونسية والسودانية.