هزت انفجارات عدة فجر اليوم الخميس العاصمة كييف ومناطق أوكرانية أخرى، كما دوت صفارات الإنذار في معظم أنحاء أوكرانيا، في حين يستمر القتال في مدينة باخموت الأوكرانية.
وقالت الإدارة العسكرية في كييف إن العاصمة كييف تعرضت لهجوم روسي بصواريخ كروز أطلقتها قاذفات إستراتيجية فوق بحر قزوي، وإن من وصفته بالعدو نشر طائرات مسيرة في سماء العاصمة بعد قصفها بالصواريخ.
وقال عمدة كييف بأن الانفجارات وقعت في حيي دارنيتسكي ودنيبرو في العاصمة، وإن فرق الإنقاذ توجهت إلى عين المكان، كما أكدت الإدارة العسكرية في كييف سقوط صواريخ في حي دارنيتسكي في العاصمة، واشتعال النيران في أحد المباني.
وبدورها، أعلنت الإدارة العسكرية في أوديسا الأوكرانية مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف صاروخي، وأشارت إلى أن الروس استهدفوا منشأة صناعية وأنه تم إسقاط معظم الصواريخ التي أطلقوها في البحر الأسود.
وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن الروس شنوا 15 هجوما صاروخيا على أوديسا وخيرسون وباخموت.
ومع ارتفاع حدة القتال في مدينة باخموت الأوكرانية، تتضارب الأنباء بين كييف وموسكو بشأن اليد العليا فيها، في حين اعترفت واشنطن بتعرض منظومة “باتريوت” في أوكرانيا للضرر نتيجة القصف الروسي.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه أوكرانيا عن أول اختراق كبير لها في جبهة باخموت المحتدمة منذ شهور، يقول الجانب الروسي إن هناك مربعا سكنيا واحدا يفصله عن السيطرة الكاملة على المدينة.
وفي وقت سابق، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن قوات بلادها تواصل التقدم في باخموت، في حين تستمر المعارك مع القوات الروسية، وقالت “استعدنا من القوات الروسية في ضواحي باخموت مساحة قدرها 20 كيلومترا مربعا”.
وفي هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحرب في أوكرانيا ستستمر ما دامت تصب في مصلحة واشنطن؛ وأضاف أن الدول الغربية تسعى جاهدة لزعزعة العلاقات بين موسكو وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق.
صور أقمار صناعية لباخموت
وأظهرت صور أقمار صناعية لشركة “ماكسار” حجم الدمار الذي حل بمدينة باخموت (شرقي أوكرانيا) قبل وبعد اندلاع الاشتباكات فيها بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، وفي مقدمتها مجموعة فاغنر منذ الأول من أغسطس/آب 2022.
والتقطت “ماكسار”، صورا حديثة للمدينة الإستراتيجية في المنطقة الشرقية بأوكرانيا خلال الفترة من 13 إلى 15 مايو/أيار الجاري، حيث قارنتها بصور ملتقطة في مايو/أيار 2022 لإظهار حجم الدمار الواسع في المدينة بعد شهور من القتال والقصف الروسي المستمر.
وتظهر الصور عالية الدقة تصاعد الدخان من أبنية في المنطقة التعليمية بالمدينة التي دمرت فيها المساحة الخضراء بسبب القصف الروسي المتواصل، وتحولت المباني السكنية والمدارس فيها إلى أنقاض مشتعلة.
وعكست الصور الملتقطة في مايو/أيار 2022 مقابل الصور الملتقطة في مايو/أيار 2023 تجريف الأشجار وتحول المدينة من اللون الأخضر إلى اللون البني جراء حطام المباني المشتعلة والمدمرة نتيجة القصف.
من ناحية أخرى، نشرت قيادة العمليات الجنوبية مشاهد من تموضعها على خطوط القتال وتصديها لهجمات جوية روسية على مواقع شرق أوكرانيا.
كما نشر الجيش الأوكراني أمس الأربعاء مشاهد من استمرار المعارك بين قواته والقوات الروسية ومقاتلي فاغنر في مدينة باخموت.
بوريل يقترح مليارات إضافية لأوكرانيا
من جهة أخرى، قالت مصادر بالاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء إن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اقترح إضافة 3.5 مليارات يورو (3.85 مليارات دولار) إلى صندوق يستخدم في تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأضافت المصادر أن بوريل طلب من حكومات دول الاتحاد الأوروبي رفع السقف المالي لصندوق خصص بالفعل 4.6 مليارات يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ويحتاج مقترح بوريل -لكي يكون نافذا- لموافقة حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي اتفقت في ديسمبر/كانون الأول الماضي على أن مثل هذه الزيادة ستكون مبررة “إذا اقتضت الحاجة”.
والصندوق مستقل عن ميزانية الاتحاد الأوروبي التي لا يُسمح باستخدامها لتمويل عمليات عسكرية.
سجل أوروبي لتوثيق أضرار الحرب
على صعيد آخر، أطلق مجلس أوروبا سجلا يوثق الدمار الناجم عن الحرب في أوكرانيا، ولكن لم تنضم إليه كل دول المجلس.
ووافقت 40 دولة من الدول الأعضاء بالمجلس -التي يبلغ عددها إجمالا 46 دولة- على الانضمام حاليا أو في المستقبل لهذا السجل؛ في حين لن تنضم أرمينيا وأذربيجان والبوسنة والهرسك وصربيا والمجر وتركيا في الوقت الراهن.
وأعلن مجلس أوروبا في قمة عقدها بالعاصمة الآيسلندية ريكيافيك أمس الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة ستشارك في السجل.
وهذه أول قمة يعقدها مجلس أوروبا منذ 18 عاما، وقد هدفت إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا، وبعث رسالة وحدة ضد روسيا.
ويستهدف سجل الأضرار توثيق الدمار الذي تعرضت له أوكرانيا، وجمع معلومات وأدلة عن كل الأضرار والخسائر والإصابات التي لحقت بأوكرانيا منذ الهجوم الروسي، لتحميل روسيا المسؤولية عن أفعالها. ويعد السجل خطوة أولى في سبيل منح أوكرانيا تعويضات.
ومن المقرر أن يكون مقر سجل الأضرار في مدينة لاهاي الهولندية، بالإضافة إلى مكتب ميداني في أوكرانيا.
وحسب بيانات حكومية، فإن ميزانية مجلس أوروبا للعام الحالي تبلغ 479 مليون يورو، تسهم ألمانيا فيها بنحو 44 مليون يورو.