شهدت الخرطوم بحري قصفا جويا عنيفا لسلاح الجو السوداني على أهداف للدعم السريع، في حين تواصلت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين في ولاية غرب دارفور في المناطق الحدودية مع تشاد التي وصل إليها 30 ألف لاجئ سوادني في الأيام الأخيرة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن سلاح الجو السوادني نفذ لليوم الثالث على التوالي قصفا جويا عنيفا على أهدف للدعم السريع في شمبات شمالي الخرطوم بحري.
كما يتواصل القصف الجوي والمدفعي في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الجمعة، بعدما أخفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الاتفاق على وقف لإطلاق النار رغم التزامهما بحماية المدنيين والسماح بعبور المساعدات الإنسانية.
وتجري اشتباكات متواصلة في ولاية غرب دارفور بالسودان في المناطق الحدودية مع تشاد، إذ يُسمع في مدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان دوي المدافع الثقيلة بوتيرة متقطعة منذ ليل الخميس، كما استمرت أصوات المدافع حتى صباح الجمعة.
على صعيد آخر، وصل خلال اليومين الماضيين عشرات آلاف اللاجئين السودانيين إلى المناطق التشادية الحدودية، ويتهم هؤلاء من يسمونهم بالجنجويد بالاعتداء عليهم بحرق قراهم ونهب بهائمهم وممتلكاتهم.
وتقدر السلطات العسكرية التشادية في الحدود عدد من لجؤوا إلى تشاد في اليومين الماضيين بضعفي عدد السودانيين اللاجئين إلى تشاد منذ اندلاع الحرب في الخرطوم الشهر الماضي.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين أولغا سارادو للصحفيين في جنيف إن نحو 30 ألف لاجئ وصلوا في الأيام الأخيرة إلى تشاد، ليرتفع العدد الإجمالي للذين وصلوا من السودان في الأسابيع الأخيرة إلى 60 ألفا.
وأضافت “ما يقرب من 90% من اللاجئين هم من الأطفال والنساء، منهن العديد من الحوامل”.
ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعاني 20% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات من سوء التغذية الحاد.
كما قالت المفوضية إن قرابة 200 ألف شخص فروا من السودان منذ اندلاع النزاع في منتصف أبريل/نيسان، مع عبور مزيد من الأشخاص الحدود طلبا لأمان.
وقالت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع إن أكثر من 700 ألف شخص نزحوا داخل السودان منذ اندلاع المعارك التي أدت إلى مقتل أكثر من 750 شخصا وجرح 5 آلاف آخرين.
وفي حديثها عن الفارين من السودان، حذرت سارادو من أن “الاستجابة الإنسانية صعبة ومكلفة”، مشيرة إلى أن “اللاجئين والعائدين يصلون إلى مناطق حدودية نائية حيث الخدمات والبنى التحتية شحيحة أو غير متوفرة، ويعاني السكان المضيفون تحت وطأة تغير المناخ وندرة الغذاء”.
وقالت إن “موسم الأمطار المقبل سيجعل الأمور اللوجستية أكثر صعوبة عندما ستصبح العديد من الطرق غير سالكة”.
وفي الإحاطة نفسها، قال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن النيران التهمت مصنعا في العاصمة السودانية (الخرطوم) كان ينتج الغذاء للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
ووقع طرفا النزاع في السودان في ساعة متأخرة الخميس تعهدا بحماية المدنيين، وذلك بعد محادثات استمرت أياما في مدينة جدة الساحلية السعودية.
وقد رحبت سارادوا بإعلان جدة، وقالت “نأمل أن يسمح (الاتفاق) بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، واستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه والكهرباء”.
وتعهد الطرفان بموجب الاتفاق الذي تم بوساطة سعودية وأميركية باحترام قواعد تتيح السماح بعبور آمن للمدنيين والمسعفين والإغاثة الإنسانية، وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمرافق العامة، لكن لا شيء يبدو أنه سيتغير على الفور.