تدور اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام في مدينة حلب، بعد دخول المقاتلين وفرض سيطرتهم على أجزاء واسعة من المدينة.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي باندلاع مواجهات بين فصائل المعارضة وقوات النظام في أحياء الفردوس والسكري والأنصاري جنوب غربي حلب، مشيرًا إلى أنّ الفصائل تسيطر على مقر قيادة الشرطة في مدينة حلب، إضافة إلى أكثر من 10 أحياء في المدينة.
قصف روسي على حلب
وأعلنت فصائل المعارضة السيطرة على مبنى القصر البلدي وسط مدينة حلب، فيما أفادت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة بأنها فرضت حظرًا للتجوال في حلب من الساعة 11:30 مساءً حتى الثامنة صباحًا. كما أعلنت الفصائل سيطرتها على تلة الشويحنة الاستراتيجية شمال غربي المدينة.
من جانبه، قال الجيش الروسي، إن قواته الجوية تشن غارات على فصائل المعارضة في إطار عملية لصد ما اسماهم بـ”متطرفين” شنوا هجومًا كبيرًا على مدينة حلب، حسبما أوردت وكالات أنباء روسية رسمية.
ووصل مقاتلون سوريون معارضون إلى ثاني أكبر مدينة في سوريا، الجمعة، في سياق هجوم واسع ضد قوات النظام المدعومة من إيران وروسيا. وتُعد هذه المعارك من بين الأكبر منذ سنوات.
تركيا تطالب بوقف الهجمات على إدلب
وفي سياق متصل، طالبت تركيا الجمعة بـ”وقف الهجمات” على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا، بعد سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الروسية والسورية.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية عبر منصة إكس: “لقد طالبنا بوقف الهجمات. وقد أدت الاشتباكات الأخيرة إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية”، مشيرًا إلى “التطورات في إدلب ومحيطها الحدودي”.
وقالت الوزارة: “من المهم للغاية بالنسبة لتركيا تجنب مرحلة جديدة من زعزعة أكبر للاستقرار وعدم تأثر المدنيين”، مؤكدة أن “الحفاظ على الهدوء في إدلب وفي المنطقة الحدودية (…) أولوية بالنسبة لتركيا”.
“قصف مناطق آمنة”
من جهته، اعتبر رئيس “حكومة الإنقاذ” المعارضة محمد البشير الخميس أن سبب العملية العسكرية هو حشد النظام “في الفترة السابقة على خطوط التماس وقصفه مناطق آمنة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين”.
واعتبرت أنقرة أن “الهجمات الأخيرة على إدلب وصلت إلى مستوى يقوض روحية وآليات تطبيق اتفاقيات أستانا” لعام 2017.
ويهدف مسار أستانا الذي يضم روسيا وإيران وتركيا إلى إنهاء النزاع في سوريا من خلال إنشاء أربع مناطق منزوعة السلاح. لكن حكومة النظام السوري لم توقع على هذا الاتفاق.
وبدأت تركيا التي تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ سوري، عملية مصالحة مع دمشق برعاية روسيا، حليفة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لكن هذا التقارب لم يثمر حتى الآن.
وأطلقت فصائل معارضة معركة دون سابق إنذار تحت اسم “ردع العدوان” في أوسع هجوم للمعارضة منذ أكثر من خمسة أعوام، وتمكنت من السيطرة على عشرات البلدات والنقاط العسكرية في حلب.
وقالت إدارة العمليات العسكرية: إن “عدد قتلى قوات النظام على جبهتي حلب وإدلب خلال الاشتباكات بلغ أكثر من 200 عنصرًا، بالإضافة إلى مئات الجرحى”.
وأوضحت فصائل المعارضة في بيان إطلاق “عملية ردع العدوان”، أن هذه العملية العسكرية تهدف إلى “كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته”.