وصل وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري إلى الهند، اليوم الخميس، للمشاركة بمؤتمر دولي في زيارة نادرة تعد الأولى الرسمية لمسؤول باكستاني رفيع إلى الدولة المجاورة الواقعة شرقا منذ 2016.
ويزور زرداري ولاية غوا الهندية الساحلية للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون إلى جانب نظيريه الصيني والروسي.
وقال للصحفيين “يسعدني جدا أن أصل إلى هنا على رأس الوفد الباكستاني”.
ولم يلمح زرداري إلى احتمال عقد محادثات مباشرة مع نظيره الهندي لكنه قال إنه يأمل أن يكون اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون “ناجحا جدا”.
وتعود آخر زيارة لمسؤول باكستاني كبير إلى الهند لعام 2016 عندما توجه سرتاج عزيز، بصفته آنذاك مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية، إلى نيودلهي.
وخاضت الجارتان الهند وباكستان 3 حروب منذ تأسيسهما عقب تقسيم شبه الجزيرة الهندية في 1947، وبقيت العلاقات متوترة بين الدولتين المسلحتين نوويا في السنوات القليلة الماضية ولا سيما بخصوص منطقة كشمير المتنازع عليها.
وعلقت باكستان العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الهند في 2019 عندما فرضت نيودلهي حكما مباشرا على الشطر الخاضع لسيطرتها من كشمير ذي الغالبية المسلمة، وطبقت إجراءات أمنية صارمة.
وسحب البلدان كبار دبلوماسييهما فيما تم طرد أو سحب العديد من الموظفين القنصليين في إجراءات متبادلة.
وجاءت تلك التطورات في أعقاب أزمة عسكرية في وقت سابق من ذلك العام، تمحورت حول كشمير أيضا، شهدت ضربات جوية متبادلة وإسقاط طائرة مقاتلة هندية.
وتتولى الهند حاليا الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تأسست عام 2001 وتعد منظمة سياسية واقتصادية وأمنية منافسة للمؤسسات الغربية.
والتقى وزير الخارجية الهندي إس جيشنكار نظيره الروسي سيرغي لافروف قبيل الاجتماع الجمعة لمناقشة العلاقات و”مواضيع جدول الأعمال العالمية والإقليمية الحالية”.
وتعود العلاقات الأمنية بين الهند وروسيا لفترة طويلة، وقد وضعت نيودلهي في موقف دبلوماسي حساس بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وسعت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتحقيق توازن بين تعاون الهند الأمني المتزايد مع الدول الغربية واعتمادها على روسيا في واردات الدفاع والنفط.
كما التقى جيشنكار الخميس وزير الخارجية الصيني تشين غانغ، بعد أسبوع من اجتماع وزيري دفاع البلدين في نيودلهي لمناقشة الانتشار العسكري على حدودهما المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا.
وكتب جيشنكار على تويتر بعد الاجتماع “يتواصل التركيز على حل القضايا العالقة وضمان السلام والهدوء في المناطق الحدودية”.