تعقد جامعة أكسفورد في بريطانيا مناظرة ساخنة بعنوان “هذا المجلس يؤمن بأن إسرائيل نظام أبارتيد (فصل عنصري) مسؤولة عن إبادة جماعية”.
والمناظرة التي تأخذ شكل محاكمة رمزية للاحتلال، تشهدها واحدة من أعرق المؤسسات الأكاديمية في العالم وتجذب اهتمامًا واسعًا، ويتوقع أن تعرف نقاشًا ساخنًا.
ويشارك مؤيدون للحقوق الفلسطينية في هذه الندوة، منهم أستاذ العلوم السياسية والمفكر الأميركي اليهودي نورمان فنكل ستين، والناشط والكاتب الأميركي الإسرائيلي ميكو بيليد، والكاتبة الفلسطينية الأميركية سوزان أبو الهوا، والناشط الفلسطيني المقدسي محمد الكرد.
وفي الجانب الآخر، تقف المحامية البريطانية نتاشا هوسدورف مع صحافي في قناة إسرائيلية للدفاع عن الاحتلال وإنكار ارتكابه الإبادة الجماعية.
والمناظرة من تنظيم اتحاد أكسفورد، وهو جمعية طلابية تأسست قبل منتصف القرن التاسع عشر، وسبق أن شارك في مناظراتها مشاهير وقادة وسياسيون؛ مثل ونستون تشرشل، والرئيسان الأميركيان نيكسون وريغان، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والأم تيريزا وأينشتاين ومشاهير في عالمَي الفن والأدب.
هجوم مسبق على المناظرة
وقبل انطلاقها، تعرّضت المناظرة لهجوم واسع من مجموعات ضغط مدافعة عن إسرائيل أو مقربة منها، كذلك امتنعت شخصيات من المشاركة فيها مثل جيرالد شتاينبرغ، مؤسس منظمة “مونيتور” الذي اتهم الاتحاد بـ”شيطنة إسرائيل”، على حد تعبيره.
ولكن جمعية اتحاد أكسفورد دافعت عن قرارها بالمضي قدمًا في المناظرة، مؤكدة “مبادئها الأساسية لحرية التعبير والنقاش المفتوح”.
وأشارت في الوقت ذاته إلى تقارير الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بشأن سلوك إسرائيل، التي ترى أنه يتفق مع سلوك نظام يمارس الفصل العنصري.
ووسط هذا المشهد، برزت قضية كلية “all souls” بأكسفورد، التي تواجه اتهامات باستثمار أكثر من مليون جنيه إسترليني في شركات تدعم المستوطنات الإسرائيلية.
ووفقًا لشكوى قدمها مركز العدالة الدولية للفلسطينيين، فإن هذه الاستثمارات تنتهك القوانين الدولية والمحلية، وتضع الكلية في موقف حرج بوصفها هيئة خيرية يفترض أن تكون نموذجًا للنزاهة الأخلاقية.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ التفاعل مع المناظرة حتى قبل انطلاقها.
فعلّق الكاتب الأردني علي سعادة: “وسط حملة شرسة يشنها اللوبي الصهيوني، تحتضن جامعة أكسفورد مناظرة تاريخية تضع الاحتلال في مواجهة اتهامات بالإبادة الجماعية والأبارتايد”.
أمّا علي مسلم، فيرى أن تنظيم مثل هذه المناظرات كان من قبيل المستحيل، ويصنف تحت خانة الجرائم.. واليوم أصبح أمرًا عاديًا تحتضنه أرقى الجامعات. وأضاف: “لله دركم يا أهل غزة غيرتم الكون”.