أعلنت السلطات التونسية اليوم الأربعاء وفاة عنصر أمن ثالث في الهجوم الذي وقع أمس الثلاثاء بمحيط كنيس يهودي في جزيرة جربة جنوبي شرقي البلاد، في وقت أدانت فيه حركة النهضة وكل من واشنطن وباريس الهجوم.
وقالت وزارة الداخلية التونسية أمس إن عنصري أمن تابعين للحرس البحري في جزيرة جربة قتلا بنيران زميل لهما بسلاح فردي أثناء محاولته الوصول إلى محيط الكنيس اليهودي خلال احتفالات بموسم حج سنوي لهذا المعبد الأقدم في أفريقيا.
وأضافت الوزارة أن الرجل أطلق النار بصفة عشوائية على الوحدات الأمنية التي منعته من الوصول إلى المعبد وأردته قتيلا. وذكرت الداخلية أن العملية أسفرت أيضا عن مقتل زائرين اثنين وإصابة 9 آخرين بينهم 4 من رجال الشرطة.
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية التونسية في بيان اليوم الأربعاء بمقتل عنصر أمني ثالث، وقالت إن “المتوفّيَين من الزوّار هما تونسي وفرنسي”. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن أحد اليهوديين القتيلين يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وذكر وزير السياحة التونسي السابق رينيه الطرابلسي أن القتيلين تربطهما قرابة عائلية، وهما أفييل حداد، وهو يهودي تونسي يبلغ 30 عاما، وبنيامين حداد (42 عاما) ويعيش في فرنسا وكان في جربة للمشاركة في الزيارة.
وقال الطرابلسي -وهو من بين المسؤولين عن الجالية اليهودية التونسية في جربة وكان موجودا في الكنيس وقت الهجوم- لإذاعة “موزييك” الخاصة، إن مرتكب الهجوم كان يرتدي زيا رسميا أمنيا وبزة واقية من الرصاص.
وأوضح الطرابلسي أنه بفضل تدخل قوات الأمن تم التنبه والتصدّي له بسرعة كبيرة، مؤكدا أنه “لولا التدخل السريع لحدثت الكارثة لأن مئات الزوار كانوا في المكان”.
تصريحات سعيد
وفي أول تعليق منه على الهجوم، اتهم الرئيس التونسي قيس سعيد منفذيه بالسعي إلى زرع بذور الفتنة وضرب القطاع السياحي والدولة.
وقال سعيد، في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، “سنعمل على حفظ الأمن والاستقرار داخل المجتمع. مثل هذه العمليات عرفتها الكثير من الدول ولا تزال تعاني منها”.
ووجّه الرئيس التونسي سعيد رسالة طمأنة، مضيفا في كلمته “أريد أن أطمئن الشعب التونسي بل العالم كله بأن تونس ستبقى آمنة مهما حاول هؤلاء المجرمون زعزعة الاستقرار فيها”.
وقال سعيد “لن يقدروا على ذلك، هناك دولة ومؤسسات والشعب التونسي يعلم جيدا مخططات هؤلاء المجرمين”.
النهضة تدين
من جهتها، دانت حركة النهضة ما وصفتها بالجريمة النكراء التي حدثت بمحيط كنيس الغريبة في جربة. ودعت إلى الإسراع في التحقيقات لكشف ملابسات هذه الجريمة.
وأكدت النهضة في بيان رفضها كل مظاهر وأشكال العنف والإرهاب والكراهية. كما دعت إلى تعزيز قيم التعايش والتضامن لمواجهة كل ما يتهدد تونس وشعبها في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها، على حد تعبير البيان.
دوليا، استنكرت وزارة الخارجية الأميركية الهجوم، وأثنى متحدث باسمها على تحرك قوات الأمن بشكل سريع، معربا عن تعازي واشنطن للشعب التونسي.
بدورها، دانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجوم ووصفته بالفظيع. وقالت إن الهجوم يذكّر بهجوم عام 2002 زمن حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي والذي تسبب في مقتل 21 شخصا ونفذه المهاجم عبر شاحنة تحمل صهريجا للغاز.
وقالت الخارجية الفرنسية إن باريس ستواصل وقوفها مع تونس في محاربة معاداة السامية وكل أشكال التعصب، معربة عن تضامنها مع الشعب التونسي وسلطاته.
يشار إلى أن موسم الزيارة السنوية لمعبد الغريبة -وهو أقدم كنيس في أفريقيا- يجتذب مئات اليهود من أوروبا وإسرائيل إلى جزيرة جربة، التي تعد منتجعا سياحيا رئيسيا قبالة سواحل جنوبي تونس، وتبعد 500 كيلومتر عن العاصمة تونس.