قالت السلطات في أفغانستان، الأربعاء، إن حافلة مكتظة تنقل أفغاناً مطرودين من إيران تحطَّمت في غرب البلاد؛ مما أودى بحياة 79 شخصاً على الأقل.
وأوضح أحمد الله متقي، رئيس إدارة الإعلام في حكومة إقليم هرات، أن الحادث وقع على طريق هرات – كابل في وقت متأخر من الثلاثاء، وتصادمت فيه دراجة نارية مع شاحنة وحافلة.
وكانت الحافلة تقل لاجئين أفغاناً رُحِّلوا من إيران، ضمن موجة ترحيل مئات الآلاف، وكانوا في طريقهم إلى كابل.
وقال عبد المتين قاني، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن الحافلة اندلعت فيها النيران عقب الحادث الذي وقع على بعد نحو 30 دقيقة من هرات. وأضاف أن عدد الضحايا بلغ 79 شخصاً، بينهم 17 طفلاً.
وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد: «نطالب سلطات النقل بتقديم معلومات دقيقة عن الحادث في أقرب وقت ممكن والإبلاغ عمّا توصلوا إليه بشأن الجهة المسؤولة عن الحادث».
وتستضيف هرات، وهي ولاية حدودية رئيسية في أفغانستان تجاور إيران وتركمانستان، حالياً عشرات الآلاف من المهاجرين المُرحَّلين من إيران.
وأوضح المتحدث باسم الجيش، مجيب الله أنصار، أن بين الضحايا 17 طفلاً، في حين رجّح مصدر في شرطة الولاية أن يكون عددهم 19. وقال محمد جانان مقدس، كبير الأطباء في المستشفى العسكري، إنه «لم يتم التعرف على هوية أصحاب» كثير من الجثث. وقال الشاهد أكبر توكلي (34 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان هناك كثير من النيران. كثير من الصراخ، لكننا لم نستطع الاقتراب حتى لمسافة 50 متراً لإنقاذ أي شخص». وأضاف: «تم إنقاذ 3 أشخاص فقط من الحافلة. كانوا يحترقون».
وبحسب الشرطة، فإن الحادث ناجم عن «السرعة الزائدة والإهمال» من جانب سائق الحافلة التي خرجت عن الطريق الرئيسي واصطدمت «بعنف» أولاً بدراجة نارية ثم بشاحنة. وقالت شرطة إقليم غوزارا خارج مدينة هرات حيث وقع الحادث ليل الثلاثاء، إن الحادث أدى إلى اندلاع حريق. وشاهد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» الموجود في الموقع فرق الإنقاذ وهي تزيل هيكل الحافلة المحترق وحطام مركبة أخرى ملتوية على جانب الطريق.
نساء وأطفال
وقال شاهد عيان آخر، يدعى عبد الله (25 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «شعرت بحزن شديد لأن معظم ركاب الحافلة كانوا من الأطفال والنساء».
وكانت الحافلة تقل أفغاناً عادوا في الفترة الأخيرة من إيران، إلى العاصمة كابل، على ما أوضح الناطق باسم حاكم المنطقة محمد يوسف سعيدي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء. ودعت الحكومة المركزية بقيادة حركة «طالبان» إلى فتح تحقيق في الحادث.
وقالت الحكومة في بيان: «ببالغ الحزن ننعى فقدان كثير من الأرواح الأفغانية والإصابات التي نجمت عن حادث اصطدام مأساوي وحرائق تلت ذلك في ولاية هرات». ومنذ مطلع العام، عاد 1.5 مليون شخص على الأقل إلى أفغانستان من إيران وباكستان اللتين استضافتا لفترة طويلة ملايين الأفغان الفارين من الحرب والأزمات الإنسانية المستمرة منذ عقود، بحسب وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة. وأشارت وكالة «باختر» الحكومية إلى أن حادث الثلاثاء يُعدُّ من أكثر الحوادث حصداً للأرواح في البلاد خلال السنوات الأخيرة. وأتى هذا الحادث في ظل حملة ترحيل واسعة النطاق تنفِّذها طهران وتشمل نحو 4 ملايين أفغاني لا يحملون وثائق قانونية، طُلب منهم العودة إلى بلادهم قبل مطلع سبتمبر (أيلول). والحوادث المرورية شائعة في أفغانستان ويعود ذلك جزئياً إلى حالة الطرق السيئة، والقيادة المتهورة، وغياب الضوابط. وفي ديسمبر (كانون الأول)، أسفر حادثا حافلتين مع صهريج وشاحنة على طريق سريع يمر عبر وسط البلاد عن مقتل ما لا يقل عن 52 شخصاً.
وفي مارس (آذار) 2024، قُتل أكثر من 20 شخصاً وأُصيب 38 آخرون عندما اصطدمت حافلة بصهريج وقود واشتعلت فيها النيران في ولاية هلمند الجنوبية.
وقُتل 31 شخصاً في ديسمبر 2022 في ممر سالانغ في سلسلة جبال هندو كوش جراء انقلاب شاحنة صهريج؛ ما تسبب باندلاع حريق في مركبات أخرى.