تتصاعد وتيرة التنافس مع اقتراب انطلاق النسخة الـ66 من بطولة لبنان لكرة القدم؛ إذ تشي استعدادات الأندية وتعاقداتها بموسم قوي، في ظل دخول رساميل جديدة وتحديث النظام الفني.

يسعى الأنصار إلى الاحتفاظ باللقب، فيما ينافسه غريمه التقليدي النجمة، مع الثابتَين في الصراع؛ العهد، والصفاء وصيف بطل الموسم الماضي، فضلاً عن الوافد الجديد نادي جويا الجنوبي الآتي بطموحات كبيرة.

وأجرى اتحاد اللعبة تحديثاً على نظام المسابقة؛ إذ ستعود مرحلتا الذهاب والإياب بين الأندية الـ12 كالمعتاد، يعقبها تقسيم حاسم، حيث تتأهل الفرق الأربعة الأولى إلى دورة نهائية تُستكمل بنظام ذهاب وإياب، وتحمل معها نصف نقاطها من المرحلة الأولى، لتحديد هوية البطل، فيما تخوض الفرق الأربعة الأخيرة دورة مماثلة للأواخر تحدد هوية الفريقين الهابطين إلى الدرجة الثانية.

ويشير رئيس الاتحاد، هاشم حيدر، إلى أن الهدف من النظام الجديد هو «تعزيز المنافسة، كما إرساء قواعد النزاهة».

وتستمر معضلة الملاعب، حيث تقام غالبية المباريات على ملاعب بعشب اصطناعي، رغم توجه الاتحاد الآسيوي لحظر المباريات على الأرضيات الاصطناعية في بطولاته الرسمية، واعتماد العشب الطبيعي فقط.

وقد أغلقت أبواب «ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية» مجدداً بعد تضرر العشب الأخضر، فيما يستمر خروج ملعبي صيدا وبيروت البلديين من الخدمة، والملعب الطبيعي الوحيد المتاح هو «طرابلس البلدي» في عاصمة الشمال، الذي سيستضيف القمة التقليدية بين القطبين النجمة والأنصار الأحد.

يدخل الأنصار المنافسات بطموح تعزيز رقمه القياسي، بعدما توج الموسم الماضي للمرة الـ15.

ويعي فريق المدرب الصربي دراغان يوفانوفيتش أن الأمور لن تكون سهلة. ووصف المدرب المساعد، سامي الشوم، التحضيرات بـ«الجيدة». وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «استُقدم لاعبون جدد سيكونون إضافة جيدة للفريق، سواء أكانوا أساسيين أم بدلاء».

وأردف الشوم: «من يملك احتياطاً جيداً، ولديه النفس الطويل، والاستقرار المادي والإداري والفني، يستطيع حصد اللقب».

ونشط «الزعيم الأخضر» في سوق الانتقالات، لا سيما أنه سينافس أيضاً في مسابقة كأس «التحدي الآسيوي»، فضم لاعب الوسط محمد ناصر والمدافع عباس شرقاوي، وأبقى في صفوفه على الجزائري هشام خلف الله، والمدافع التونسي رفيق المدنيني، والنيجيري أبو بكر أكوكي، والمهاجم الغاني صامويل منساه كوني (مهاجم صريح)، فيما غادره النجم المخضرم حسن معتوق.

وتابع الشوم: «لا شك في أن حسن معتوق كان من ركائز الفريق؛ إنما يوجد لاعبون أصحاب خبرة سيسدون ثغرة فقدانه».

في المقابل، فإن الصورة تبدلت لدى «النبيذي» بعد التغيير الإداري الجذري، وتسلم رجل الأعمال رامي بيطار دفة الرئاسة التنفيذية بعدما كان نائباً لرئيس نادي الصفاء.

واصطحب بيطار معه ثلة من لاعبي الصفاء، خصوصاً الدوليين: خليل خميس، وعلي قصاص، وحسين الزين، وجورج فليكس ملكي، والحارس مصطفى مطر، وعاد حسن كوراني من الاحتراف في الدوري العماني، وجُدّد عقد القائد قاسم الزين.

يقود التشكيلة المدرب التونسي راضي الجعايدي، كما ضم النجمةُ الدوليَّ الكيني مسعود جمعة، ومواطنه أنتوني تيدي أكومو، والجناح الغاني بنجامين بواتينغ، واليوناني – النيجيري ماريوس أغبوي.

ويقول الجعايدي عن تجربته الجديدة في لبنان: «لدينا هدف واضح؛ هو الفوز بكل المباريات، وتالياً اللقب، وتثبيت موقع النجمة في مكانته الطبيعية بين الكبار، وهذا ما سنسعى إلى تحقيقه».

ورغم تراجعه في الموسمين الماضيين، فإن العهد يبقى المورد الأساسي للنجوم، فهو يضم تشكيلة قوية يقودها المدرب جمال الحاج، ومدعّمة بالعنصر الأجنبي، أبرزهم المدافع التونسي محمد عزيز، والمهاجم الكاميروني جيروم إيتامي، والغيني أبو بكر توريه، والدولي السوري محمد عنز، إضافة إلى 6 لاعبين من المنتخب الأولمبي اللبناني الذي تأهل إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً.

ويفتتح العهد مشواره بضيافة نادي «الرياضي – العباسية» الجنوبي الساعي للاحتفاظ بموقعه في الدرجة الأولى.

وبعدما كان منافساً بقوة على اللقب في الموسم الماضي حتى المرحلة الأخيرة، يجد الصفاء نفسه أمام تحديات كبيرة بعد نزوح عدد كبير من لاعبيه إلى النجمة.

وأجرى الفريق، الذي يستعد لتمثيل لبنان في بطولة كأس «التحدي» القارية، تعاقداتٍ مدروسة، لا سيما مع عناصر الخبرة، وعدد من الوجوه الشابة، وأجانب يصفهم المدرب الجديد حسين طحان بـ«الجيدين»، وشدد على أن استراتيجية النادي أساسها العمل على بناء فريق من المواهب الواعدة للمستقبل.

وسيكون الصفاء في مواجهة قوية مع مضيفه «التضامن صور» في افتتاح مشوارهما بالبطولة، ويسعى «سفير الجنوب» إلى الاستمرار ضمن أندية المقدمة على غرار الموسم الماضي الذي قدم فيه عروضاً قوية.

واخترق نادي جويا الرياضي المشهد الكروي من خلال ثورة التعاقدات بعد صعوده لأول مرة إلى دوري النخبة.

ويؤكد الرئيس التنفيذي للنادي، باسل سعد، أن «طموحنا لا حدود له»، حيث كان الفريق قد أماط اللثام عن مشروعه الذي يضعه بين الأندية المنافسة بقوة من خلال إبرام صفقات بميزانية ضخمة، في مقدمها التعاقد مع القائد التاريخي لمنتخب لبنان المخضرم حسن معتوق بعدما قاد الأنصار إلى اللقب في الموسم الماضي، وكذلك مع الدوليين: الحارس علي السبع، وسعيد عواضة، ووليد شور، وجهاد أيوب، وحسين منذر، وحسن سرور، وزين فران.

كما ضم 4 لاعبين من نادي مانييما من الكونغو الديمقراطية هم: كالوا كيتوا، ورشيدي موسينغا، وجوناثان كامبيلي، وتابوريا سيميتي.

وسيختبر الفريق، الذي يقوده مدرب الأنصار السابق يوسف الجوهري، إمكاناته بمواجهة البرج؛ إذ يقصان شريط افتتاح الموسم.

كما يلتقي فريق شباب الساحل مع العائد إلى الأضواء نادي المبرة، فيما تشهد المرحلة قمة كلاسيكية بين الحكمة والراسينغ البَيْرُوتِيَّين.

شاركها.
Exit mobile version