الدوريات الكبرى أنفقت 7.3 مليار يورو على صفقات سوق الانتقالات الصيفية

أُسدل الستار، الاثنين، على سوق الانتقالات الصيفية 2025، التي ستُسجل في التاريخ بوصفها أحد أكثر المواسم إثارة وضخامة على مستوى الإنفاق، حيث بلغ إجمالي مصاريف الدوريات الكبرى 7.397 مليار يورو، حسب موقع «ترانسفير ماركت».

الأندية الكبرى في أوروبا والعالم تسابقت على إبرام صفقات من العيار الثقيل، لتعزيز صفوفها قبل انطلاق الموسم الجديد، وفي الوقت الذي شهدت فيه الساحة حركة غير مسبوقة، كشفت الأرقام النهائية عن ترتيب الدوريات الأكثر إنفاقاً خلال هذه الفترة.

وتصدّر المشهد الدوري الإنجليزي الممتاز بإنفاق إجمالي بلغ 3.56 مليار يورو مقابل إيرادات وصلت إلى 2.05 مليار يورو، ليسجل عجزاً صافياً قدره 1.5 مليار يورو، وهو رقم يؤكد أن «البريميرليغ» لا يزال القوة المالية الأولى في عالم كرة القدم.

وجاء الدوري الإيطالي ثانياً بإجمالي إنفاق بلغ 1.19 مليار يورو مقابل إيرادات بلغت 1.10 مليار يورو، مع عجز محدود قدره 84 مليون يورو، فيما احتل الدوري الألماني المركز الثالث بإنفاق وصل إلى 856 مليون يورو مقابل إيرادات بلغت 1.03 مليار يورو، ليسجل فائضاً قدره 171 مليون يورو.

أما الدوري الإسباني فجاء رابعاً، بعدما أنفقت أنديته 682 مليون يورو مقابل إيرادات بلغت 635 مليون يورو، مع عجز طفيف قدره 46 مليون يورو، في حين كان الدوري الفرنسي مفاجأة السوق؛ إذ بلغت مصاريف أنديته 636 مليون يورو، مقابل إيرادات وصلت إلى 974 مليون يورو، ليسجل فائضاً ضخماً قدره 337 مليون يورو، وهو الأعلى بين الدوريات الستة الكبرى.

وعلى الصعيد الآسيوي والعربي، برز الدوري السعودي للمحترفين الذي واصل حضوره القوي بإنفاق بلغ 473 مليون يورو مقابل إيرادات وصلت إلى 131 مليون يورو، لينهي السوق بعجز كبير قدره 341 مليون يورو، وهو رقم يعكس استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الدوري وجذب النجوم من أوروبا. وانضم بذلك إلى قائمة الدوريات الكبرى عالمياً في سوق الانتقالات، بعدما فرض نفسه رقماً صعباً في المنافسة على أبرز النجوم، وأصبح منافساً مباشراً للأندية الأوروبية العملاقة، في سباق استقطاب الأسماء اللامعة وصناعة حضور مؤثر على الساحة الدولية.

وبينما تصدّرت الدوريات الأوروبية مشهد الإنفاق، جاءت المنافسة بين الأندية أكثر سخونة. فقد خرج ليفربول من نافذة الانتقالات بوصفه أكثر نادٍ إنفاقاً في العالم بعدما دفع 483.6 مليون يورو، متفوقاً على جميع منافسيه داخل إنجلترا وخارجها. وتوّج النادي إنفاقه الكبير بضم المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك من نيوكاسل يونايتد في صفقة قياسية بريطانية بلغت نحو 125 مليون جنيه إسترليني. كما أبرم صفقات كبرى بضم الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن مقابل 125 مليون يورو، والمهاجم الفرنسي هوغو إيكيتيكي مقابل 79 مليون يورو، والظهير المجري ميلوش كيركيس مقابل 40 مليون يورو، والهولندي جيريمي فريمبونغ مقابل 29.5 مليون يورو، والحارس الجورجي جيورجي مامارداشفيلي مقابل 29 مليون يورو. ورغم أن مبيعات النادي بلغت 219.5 مليون يورو، فإن صافي الإنفاق وصل إلى -264 مليون يورو، وهو رقم يعكس مشروع إعادة بناء شامل يستهدف المنافسة على جميع الألقاب.

في المركز الثاني جاء تشيلسي بإنفاق قدره 328.1 مليون يورو، لكنه نجح في موازنة إنفاقه بمبيعات بلغت 332.2 مليون يورو، لينهي السوق بفائض طفيف بلغ 4 ملايين يورو. أما آرسنال فحل ثالثاً بعدما أنفق 293.5 مليون يورو، لكنه لم يحقق سوى 10.3 مليون يورو من المبيعات، لينهي السوق بعجز ضخم قدره 283 مليون يورو، وهو الأسوأ بين الأندية الكبرى، مما يعكس رغبة النادي في تعزيز العمق والجودة، سعياً وراء لقب الدوري الإنجليزي وتحسين نتائجه في أوروبا.

وجاء نيوكاسل يونايتد رابعاً بإنفاق بلغ 288.8 مليون يورو، مقابل إيرادات وصلت إلى 175 مليون يورو، ليسجل عجزاً قدره 113 مليون يورو، ورغم التدعيمات القوية، فقد خسر هدافه الأبرز ألكسندر إيزاك لصالح ليفربول، في صفقة شكّلت ضربة موجعة. أما مانشستر يونايتد فقد دفع 250.7 مليون يورو مقابل إيرادات بلغت 74 مليون يورو، ليغلق السوق بعجز قدره 176 مليون يورو، معززاً صفوفه بالمهاجم السلوفيني بنجامين شيشكو بوصفه أبرز صفقاته، في محاولة لإنعاش الهجوم وإعادة الفريق إلى صدارة المنافسة.

المفاجأة كانت نوتنغهام فورست الذي حلّ في المركز السادس بإنفاق قدره 236.9 مليون يورو مقابل إيرادات بلغت 124.4 مليون يورو، لينهي السوق بعجز قدره 112 مليون يورو، وهو رقم يعكس جرأة غير مسبوقة لنادٍ لم يكن ضمن دائرة الأضواء الكبرى في المواسم الأخيرة. النادي أظهر طموحاً واضحاً لتثبيت أقدامه بين الكبار عبر تدعيمات وازنة، وإن كان ذلك بتكلفة مالية عالية.

أما توتنهام هوتسبير فجاء في المركز السابع بإنفاق بلغ 210.6 مليون يورو مقابل مبيعات بلغت 41.5 مليون يورو، لينهي السوق بعجز قدره 169 مليون يورو، في خطوة تؤكد رغبته في تقوية مختلف خطوطه، وتقليص الفجوة مع منافسيه في الدوري الممتاز، وضمان موقعه في «دوري الأبطال».

المشهد العام أوضح أن الأندية الإنجليزية سيطرت بشكل كامل على صدارة قائمة الإنفاق، حيث جاءت الأندية الستة الأوائل جميعها من «البريميرليغ»، وهو ما يعكس مجدداً الفارق المالي الكبير بين الدوري الإنجليزي وبقية الدوريات الأوروبية. ريال مدريد الذي أنفق 167.5 مليون يورو وأتلتيكو مدريد الذي دفع 176 مليون يورو ظهرا بمبالغ أقل بكثير، إذ ظهرا بصورة باهتة مقارنة بالقوة المالية الطاغية لأندية إنجلترا.

وسيبقى صيف انتقالات 2025 محفوراً في الذاكرة بوصفه واحداً من أكثر النوافذ إثارة في تاريخ كرة القدم، ليس فقط بسبب الأرقام القياسية التي تحققت عالمياً، وإنما أيضاً بسبب جرأة ليفربول في إعادة بناء فريقه بصفقات ضخمة خلال فترة قصيرة. ومع إيزاك بوصفه عنواناً لهذه المرحلة، تظل الأنظار شاخصة نحو الموسم الجديد لمعرفة ما إذا كان هذا الاستثمار الهائل سيمنح الفريق دفعة حقيقية للعودة إلى قمة المنافسة محلياً وقارياً، أم أنه سيتحول إلى مثال جديد على طموح مفرط لم يؤتِ ثماره.

شاركها.
Exit mobile version