انطلق اليوم الاثنين في نيويورك مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، برعاية كل من فرنسا والسعودية.

وفي الجلسة الافتتاحية، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى جعل المؤتمر “نقطة تحول” لتنفيذ حل الدولتين، مؤكدا أن بلاده أطلقت زخما لا يمكن إيقافه من أجل الوصول لحل سياسي في الشرق الأوسط.

كما دعا بارو إلى وقف الحرب والمعاناة في قطاع غزة والبدء بوقف إطلاق نار دائم، مشيرا إلى أنه “لا يمكن القبول باستهداف الأطفال والنساء بينما يسعون للحصول على المساعدات” في القطاع المحاصر.

وشدد على أنه يجب الانتقال من نهاية الحرب على غزة إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني برمته.

وقال إن من أهداف المؤتمر الحصول على تعهدات من دول أوروبية أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا على أنه بعد المؤتمر ستكون هناك رؤية مشتركة سيتم تبنيها بشأن مستقبل غزة.

فيصل بن فرحان: مبادرة السلام العربية أساس جامع لأي حل عادل للقضية الفلسطينية (الفرنسية)

محطة مفصلية

بدوره، اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود المؤتمر “محطة مفصلية” نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وثمّن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، مشددا على أن تحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه.

كما دعا إلى وقف فوري “للكارثة الإنسانية” في غزة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدا أن مبادرة السلام العربية هي أساس جامع لأي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

وقال إن “السعودية وفرنسا عازمتان على تحويل التوافق الدولي بشأن حل الدولتين إلى واقع ملموس”.

Qatar's Prime Minister and Minister for Foreign Affairs Sheikh Mohammed bin Abdulrahman bin Jassim Al-Thani speaks during a High-level International Conference for the Peaceful Settlement of the Question of Palestine and the Implementation of the Two-State Solution at U.N. headquarters in New York City, U.S., July 28, 2025. REUTERS/Jeenah Moon
محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: المشاهد التي رأيناها في غزة تمثل عارا على الإنسانية (رويترز)

تأييد كامل

أما رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فاعتبر أن المؤتمر يشكل “بارقة أمل” في وقت تمر فيه المنطقة بلحظة حرجة بظل حرب إسرائيل على غزة.

وشدد على أن دولة قطر تؤيد بشكل كامل أهداف المؤتمر، وترى أنه لا يوجد بديل عن تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.

كما قال إن الوساطة القطرية بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة حققت تقدما بإدخال المساعدات لغزة، مستنكرا “كم التجويع والإذلال والقتل” في القطاع.

وأضاف “أي سلام يمكن أن يولد في ظل هذا الكم من التجويع والإذلال والقتل.. المشاهد التي رأيناها في غزة تمثل عارا على الإنسانية”.

وشدد المسؤول القطري على رفض بلاده القاطع لازدواجية المعايير، ولاستخدام الغذاء أداة في الحرب.

أما وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي فأكد بدوره أن قطر تسعى لتعزيز مفاهيم السلم والعدل من خلال ثقافة الحوار والتعايش، معتبرا أن سرديات السلام يجب أن تكون متوافقة مع مبادئ القانون الدولي وحل الدولتين.

وعبّر عن أمله في أن يسهم المؤتمر في دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.

نقطة تحول

من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في كلمة بالمناسبة- أن حل الدولتين هو الإطار الوحيد المتجذر في القانون الدولي الذي أقرته الجمعية العامة والمدعوم دوليا.

وحذر من أن هذا الحل بات الآن “أبعد من أي وقت مضى”، داعيا إلى جعل المؤتمر نقطة تحول لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام في المنطقة.

كما اعتبر أن النزاع الحالي في غزة يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، وأن إنهاءه يتطلب إرادة سياسية، مستنكرا في الوقت ذاته الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة الذي اعتبره “غير قانوني”، ودعا لوقفه.

 

تأجيل المؤتمر

يشار إلى أن المؤتمر الدولي لحل الدولتين كان من المقرر أن يُعقَد في نيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران الماضي، لوضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، لكن الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران دفع عدة وفود من الشرق الأوسط إلى الاعتذار عن الحضور، مما أدى إلى تأجيله.

وحسب مصادر دبلوماسية، فقد مارست إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطا دبلوماسية واسعة لمنع الحكومات من المشاركة في المؤتمر، عبر إرسال برقيات تحثها على عدم الحضور.

ويأتي المؤتمر في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أميركي، شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.​​​​​​​

وينظر كثيرون إلى المؤتمر بوصفه محاولة دولية أخيرة لإحياء المسار السياسي نحو حل الدولتين، في ظل انسداد أفق المفاوضات وتواصل العدوان على غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة.

شاركها.
Exit mobile version