من ميداليات الفوز وبطولات آسيا إلى خيام النزوح، هكذا قُلبت حياة عبد الله بن محمود الغلبان، الملاكم الفلسطيني الذي لمع نجمه في الحلبات الآسيوية، قبل أن تطفئ الحرب كل شيء في قطاع غزة.
حيث بدأ عبد الله مشواره الرياضي عام 2019 في صفوف نادي النصر العربي داخل القطاع، وتخصص في رياضة الملاكمة.
وسرعان ما برز اسمه في المنافسات المحلية والقارية، حيث حصد ميدالية ذهبية، وكأس أفضل لاعب في إحدى البطولات الآسيوية، وسجل اسمه كصاحب أول فوز يحققه المنتخب الفلسطيني في بطولة آسيوية.

لكن الطريق إلى الحلم لم يكتمل، فبعد أن وضع نصب عينيه المشاركة في أولمبياد باريس، جاء العدوان الإسرائيلي الأخير ليقلب كل شيء.
ومع اندلاع الحرب في غزة، اضطر نادي النصر العربي إلى إغلاق أبوابه، قبل أن يتحول لاحقا إلى مأوى للنازحين.
وأمام هذا التحول القسري، وجد عبد الله نفسه بعيدا عن التدريب، قريبا من آلام الناس، مشاركا في جهود الإغاثة، وبائعا على الرصيف لتأمين لقمة العيش.
وفي خضم هذا الواقع، خسر عبد الله شقيقه الذي كان معلمه وسنده، إثر قصف إسرائيلي استهدف الحي الذي كانوا يسكنونه، وكانت فاجعة أخرى أضيفت إلى سجل الخسارات، لم تكن هذه المرة بخسارة نزال، بل حياة.
وقال عبد الله للجزيرة نت، إن الحلم الذي بناه على مدار سنوات لم تعد له أي ملامح، بعدما دُمّرت الحلبات، وأُغلقت الأندية، واستُشهد من كان يدفعه إلى الأمام.
وليست قصة عبد الله استثناءً في غزة، بل هي واحدة من عشرات القصص التي اختلطت فيها الرياضة بالحرب، والحلم بالنزوح، والطموح بالفقد.
ويعبّر البطل السابق عن مأساة جيل فلسطيني صاعد، كان يرى في الرياضة نافذته إلى العالم، لكنه وجد نفسه محاصرا بين الركام.
ورغم كل شيء، لا تزال في صوت عبد الله نبرة تحد، إذ يؤكد أن الرياضة ليست مجرد نزال يُربح أو يُخسر، بل رسالة، وهو باق عليها، حتى لو تغيرت الحلبة.