مسؤولون أمنيون: مقتل 7 جنود باكستانيين في هجوم انتحاري قرب الحدود الأفغانية
قال مسؤولون أمنيون باكستانيون، الجمعة، إن 7 جنود باكستانيين قُتلوا في هجوم انتحاري قرب الحدود مع أفغانستان، في ظل وقف هشٍّ لإطلاق النار بين البلدين أوقف قتالاً عنيفاً استمرّ أياماً عدة هذا الشهر. وخاض البلدان معارك برية ضارية، وشنَّت باكستان غارات جوية عبر الحدود المتنازع عليها؛ مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات قبل أن يتوصّلا إلى هدنة لمدة 48 ساعة من المقرر أن تنتهي الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، الجمعة.
وذكر 5 مسؤولين أمنيين أن الجنود قُتلوا في هجوم شنّه مسلحون على معسكر للجيش الباكستاني في شمال وزيرستان أسفر أيضاً عن إصابة 13 آخرين. وأضاف المسؤولون أن مسلحاً صدم بسيارة مفخخة جدار مكان محصَّن يُستخدَم معسكراً للجيش، بينما حاول آخران اقتحام المنشأة قبل قتلهما بالرصاص. ولم يرد الجيش الباكستاني على طلب للتعليق. ويُشكِّل عنف المسلحين في باكستان مصدر توتر في العلاقات مع حركة «طالبان» الأفغانية التي عادت إلى السلطة في كابل بعد رحيل القوات، التي كانت تقودها الولايات المتحدة، في 2021. واندلعت أحدث مواجهة بين البلدين بعد أن طلبت إسلام آباد من كابل كبح جماح المسلحين الذين كثفوا هجماتهم في باكستان، وقالت إنهم ينطلقون من ملاذات آمنة في أفغانستان.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الخميس، إن باكستان «ردّت» بعدما نفد صبرها حيال أفغانستان في أعقاب سلسلة هجمات شنّها مسلحون، لكنها مستعدة لإجراء محادثات لحل الصراع.
وتنفي «طالبان» هذه الاتهامات، وتتهم بدورها الجيش الباكستاني بالترويج لأكاذيب عن أفغانستان، وإثارة التوتر على الحدود وإيواء مسلحين مرتبطين بتنظيم «داعش» للتأثير سلباً على استقرارها وسيادتها.
وتنفي إسلام آباد أيضاً تلك الاتهامات. ورغم وقوع اشتباكات بين البلدين في الماضي، فهذا القتال هو الأسوأ منذ عقود. ولفت انتباه السعودية وقطر اللتين توسّطتا وسعتا إلى وقف القتال. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بإمكانه المساعدة في حل الصراع.
في غضون ذلك، ظهر زعيم حركة «طالبان- باكستان» نور والي محسود، في تسجيل مصور، الخميس، ليثبت أنه لا يزال على قيد الحياة، وذلك بعد أسبوع من محاولة كانت تهدف فيما يبدو لاغتياله بغارة جوية في أفغانستان، مما أشعل فتيل أخطر اشتباكات بين الجارتين منذ عقود.
ووفقاً لمسؤولي أمن باكستانيين، أصابت الضربة الجوية في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) سيارة تويوتا لاند كروزر مدرعة يُعتقد أنها كانت تقل محسود في العاصمة الأفغانية كابل.
وجرى التوصُّل، الأربعاء، إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة. وقال محسود في المقطع المُصوَّر إنه سجَّله لدحض التقارير التي تحدَّثت عن مقتله. وأضاف: «الجهاد يجلب للأمم الحرية والكرامة، وإلا فإنهم يظلون عبيداً».
ولم تعلن باكستان رسمياً مسؤوليتها عن الغارة الجوية، وهي الأولى في كابل منذ الاستهداف الأميركي الناجح لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري عام 2022.
وتنفي حركة «طالبان» الأفغانية إيواءها مسلحين باكستانيين، وتتهم بدورها إسلام آباد بإيواء الفرع المحلي لتنظيم «داعش»، خصمها المسلح الرئيسي.
وقال محسود في المقطع المُصوَّر إنه يتحدَّث من باكستان. وجرى تصوير اللقطات على قمة أحد التلال، ولم يتسنَّ لـ«رويترز» التحقق من الموقع.
إحياء الحركة
تولى محسود قيادة حركة «طالبان – باكستان» في عام 2018 بعد مقتل أسلافه الثلاثة الذين سبقوه في قيادة الحركة في غارات أميركية بطائرات مسيّرة. وبحلول ذلك الوقت، كانت عمليات الجيش الباكستاني قد نجحت إلى حد كبير في طرد أفراد الحركة من معاقلها السابقة إلى أفغانستان.
ويقول محللون إن محسود أعاد إحياء الحركة، وغيَّر استراتيجيتها، ووحّد الفصائل المتحاربة بمهارة دبلوماسية.
وتقول إسلام آباد إن سيطرة «طالبان» على الحكم في أفغانستان عام 2021 منحت حركة «طالبان – باكستان» حرية أكبر في الحركة، وإمكانية أكبر للحصول على الأسلحة، وتصاعدت الهجمات داخل باكستان، خصوصاً في شمال غربي البلاد المتاخم لأفغانستان.