بشرى لكل من تحسَر وانتابه الحزن عندما أغلقت محلات «توب شوب» البريطانية أبوابها بسبب الإغلاق القسري بسبب جائحة «كورونا» والأزمة التي طالت قطاع التجزئة عموماً. فها هي تبدأ مرحلة جديدة لاستعادة مكانتها على خريطة الموضة وسنواتها الذهبية، بعرض ضخم قدمته يوم السبت الماضي في ميدان الطرف الأغر، «ترافالغار سكوير» بلندن، أمام المارة وحشد كبير من الشخصيات وعلى رأسهم عمدة لندن، صادق خان.

زي للسهرة بنكهة شبابية خالصة (أ.ف.ب)

كان عرضاً مشتركاً لتصاميم «توب شوب» و«توب مان» لموسم خريف/شتاء 2025. وفي لفتة ذكية لاستغلال حماس اللحظة، وذكريات الأمس الدافئة، فإن كل الأزياء والإكسسوارات المعروضة تتوفر للشراء الفوري، مع وعد بطرح تصاميم أخرى قريباً على الموقع الإلكتروني topshop.com الذي أُعيد إطلاقه هو الآخر قبل يوم واحد من العرض.

تضمنت تصاميم «توب شوب» قطعاً من مجموعة العارضة والممثلة البريطانية كارا ديليفين الخاصة، مثل معطف طويل من الفرو الصناعي باللون الأخضر، وبدلة رمادية اللون واسعة ومطوية.

الدينم كان حاضراً كما العادة بلمسة «توب شوب» القديمة (أ.ف.ب)

كما ظهرت مجموعة من تصاميم الدنيم، منها بنطلون الجينز الضيق عالي الخصر وبدلة عمل. وتضمنت التشكيلة أيضاً تنسيقات مستوحاة من دور أزياء معروفة مثل قبعات مستوحاة من «برادا»، وأحذية كعب منحوتة بأسلوب «فيراغامو»، وألواناً مستوحاة من «فالنتينو» كالأحمر والبنفسجي والبني الداكن، وتحديداً في الجاكيتات المصنوعة من الجلد الصناعي والتنانير ذات القصّات الرسمية. أحد الإطلالات البارزة شملت سترة حمراء للدراجين فوق فستان طويل مرصع بالترتر.

من مجموعة «توبمان» صوف وتصاميم عملية (أ.ف.ب)

أما مجموعة «توب مان»، فركّزت على الملابس الصوفية، مثل كنزة ملفوفة حول الرأس، وبناطيل «باريل» الواسعة. وشملت التصاميم الرسمية والمعاطف لمسات شبابية مثل سترة «بومبر» من الفرو الصناعي باللون الأخضر الزجاجي، وقميص شفاف بني اللون تحت سترة من الجلد المدبوغ، وربطة عنق مربوطة في مكان الحزام على بدلة رسمية. كما تم عرض قطع من الجيرسي المطرّز وجينز بدرجات مختلفة من الرمادي والأسود والأزرق الداكن. وقد حمل العارضون أيضاً حقائب يد طبية مغطاة بالفرو الصناعي.

رغم أن «توب شوب» تأسست في مدينة شيفيلد عام 1964، فإن ذروة نجاحها جاءت خلال العقدين الماضيين، حيث ساهمت في جلب صيحات الموضة الراقية إلى الشارع البريطاني. التعاون مع كيت موس كان نموذجاً مبكراً لتعاونات المشاهير مع العلامات التجارية، وهو ما أصبح لاحقاً أسلوباً شائعاً أصبح لصيقاً بمحلات «إتش آند إم» وغيرها. كما أن الشراكات السابقة مع مصممين مثل كريستوفر كين وميدهام كيرتشوف ما زالت تلقى رواجاً في الأسواق الثانوية مثل eBay.

ما تتذكره الكثيرات أن تصاميم «توب شوب» كانت توفر لهم أناقة راقية بأسعار معقولة مما يؤجج حماسهن لهذه العودة (أ.ف.ب)

في أوجها، امتلكت «توب شوب» 300 متجر في المملكة المتحدة، و11 متجراً في الولايات المتحدة، و100 فرع دولي في آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية. وكان فرع «أوكسفورد ستريت» في لندن بمثابة مؤسسة متكاملة للباحثين عن صيحات الموضة، إذ ضمّ عدة طوابق، وقسماً للملابس القديمة، وخدمات تجميل، بالإضافة إلى منسق موسيقى DJ.

بعد انهيار الشركة الأم Arcadia Group في عام 2020، أغلقت المتاجر الفعلية للعلامة، وتم بيع «توب شوب» لشركة Asos في 2021. واليوم، أصبحت تحت ملكية جديدة وهي «هارتلاند Heartland»، التي تخطط لعودة قوية للعلامتين «توب شوب» و«توب مان»، من خلال المنصة الرقمية الجديدة، مع وجود خطط مستقبلية للعودة إلى المتاجر الفعلية وشراكات متعددة مع بائعين آخرين.

توفر العلامة أزياء لكل المناسبات بتصاميم تجمع الحيوية بالكلاسيكية (أ.ف.ب)

تميّز العرض يوم السبت الماضي بجوّ حيوي، حيث اصطف الجمهور من المدعوين والمارة لمتابعة الحدث. وقالت ميمي (25 عاماً) من بلاكهيث: «كنت أذهب إلى متجر أوكسفورد ستريت مع أقاربي في عطلة نهاية الأسبوع. كنا نقضي الوقت في الطابق السفلي ونتجول. ما زلت أحتفظ ببعض القطع الصغيرة التي أرتديها مع الجينز». أما بيلار (34 عاماً) من قادش، إسبانيا، فقالت: «كنتِ تشعرين بأنكِ عصرية وقريبة من أسلوب لندن عندما ترتدين توب شوب».

تسعى العلامة في عودتها الحالية إلى جذب جيل الألفية من جديد، إلى جانب استقطاب جيل «زد»، في ظل مشهد تجاري تغيّر كثيراً منذ ذروة العلامة. وقالت ميشيل ويلسون، المديرة العامة لـ«توب شوب توب مان»، إن العرض وإعادة إطلاق الموقع الإلكتروني يمثلان أكثر من مجرد عودة، بل «إعادة ابتكار»، مضيفة أن «هذا مجرد بداية».

شاركها.
Exit mobile version