شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على ضرورة حماية المدنيين السوريين، بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
يأتي ذلك في وقت وجّه القضاء الفدرالي الأميركي تهمة التعذيب إلى رجل سوري مسجون في الولايات المتحدة، وكان مديرًا لأحد سجون دمشق بين عامي 2005 و2008.
وجاء كلام بلينكن خلال لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على مدى أكثر من ساعة في مطار أسن بوغا الدولي، في أنقرة، بعيدًا عن عدسات الصحفيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: إنّ بلينكن “كرر أنه من المهم أن تحترم جميع الجهات الفاعلة في سوريا حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وأن تتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين، بمن فيهم أفراد الأقليات”.
كما شدّد بلينكن أمام الرئيس التركي على “ضرورة ضمان أن يتمكّن التحالف (الذي أنشئ) لهزيمة تنظيم الدولة من الاستمرار في أداء مهمته الحاسمة”.
من جهته، أكد اردوغان أنّ تركيا دعمت منذ البداية الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها وبنيتها الوحدوية، داعيًا المجتمع الدولي للعمل معًا من أجل إحياء وإعادة بناء المؤسسات في سوريا.
وأضاف أنّ تركيا ستتخذ التدابير من أجل “أمنها القومي ضد الكيانات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة النشطة في سوريا”، مشدّدًا على أنّ بلاده “لن تسمح أبدًا بحدوث أي ضعف في الحرب ضد تنظيم الدولة الإرهابي”.
وتُبدي أنقرة مخاوفها الأمنية في ما يتعلّق بالوضع في سوريا، حيث تخوض مواجهة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تدعمها واشنطن.
من هو سمير عثمان الشيخ؟
إلى ذلك، أعلنت وزارة العدل الأميركية توجيه تهمة التعذيب إلى سمير عثمان الشيخ الذي كان يدير سجن عدرا سيئ السمعة قبل الحرب في سوريا، مضيفة أنّه سبّب “آلامًا جسدية ونفسية شديدة” لمعتقلين بنفسه أو أنه أعطى الأمر بذلك.
كما يُتّهم الشيخ بإرسال سجناء إلى جناح خاص في هذا السجن، حيث علِّقوا في السقف وضُربوا في الوقت نفسه، أو رُبطوا على “الكرسي الألماني”، وهي أداة تعذيب تؤدي إلى تمزيق أطراف السجين.
وقالت الوزارة: إنّ التعذيب كان يهدف إلى ردع المعارضة المناهضة لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وشغل الشيخ مناصب عدة في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وعيّنه الأسد محافظًا لدير الزور عام 2011.
وبعد وصوله إلى الولايات المتحدة عام 2020، تقدم بطلب للحصول على الجنسية الأميركية عام 2023. وقد أُوقِف ووُجّه إليه الاتهام في لوس أنجلس في يوليو/ تموز 2024 لكذبه على السلطات الأميركية بشأن ماضيه من أجل الحصول على تصريح إقامة.
وفي حال إدانته، يمكن أن يُحكم على سمير عثمان الشيخ بالسجن لعقود من الزمن.