أفاد باحثون بأن نوعًا متقدمًا من التصوير بالرنين المغناطيسي كشف عن مشكلات رئوية كبيرة لم تكن معروفة من قبل في أطفال ومراهقين أصيبوا بكوفيد-19.
وقال الباحثون في دورية “راديولوجي”: إن الفحوص التقليدية، للمرضى صغار السن المشتبه في أن لديهم أعراضًا طويلة الأمد تالية للإصابة بكوفيد، مثل اختبارات وظائف الرئة وتخطيط صدى القلب ومراجعة التاريخ الطبي، غالبًا ما تظهر وظائف طبيعية للرئة والقلب.
وفي السياق، أوضحت جيسا بوهلر التي قادت الدراسة وهي من كلية الطب في هانوفر بألمانيا، في بيان أنه “يجب على الآباء أن يفهموا أن الأعراض المستمرة لأطفالهم بعد كوفيد-19 قد يكون لها أصل فسيولوجي يمكن قياسه، حتى حين تبدو الاختبارات الطبية القياسية طبيعية”.
تداعيات كوفيد
وأظهرت التكنولوجيا المتقدمة، المعروفة باسم التصوير بالرنين المغناطيسي محدد المرحلة لوظائف الرئة أن الأطفال والبالغين صغار السن، ممن لديهم أعراض تالية للإصابة بكوفيد، يعانون من ضعف كبير في تدفق الدم في الرئتين مقارنة بنظرائهم الأصحاء.
وبالإضافة إلى ضعف تدفق الدم، أظهرت مجموعة فرعية من المصابين بأعراض طويلة الأمد لما بعد كوفيد كالأعراض القلبية الرئوية، مثل ضيق التنفس، ضعفًا في حركة الهواء ووصوله إلى الرئتين.
وأشار الباحثون إلى أن تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي محدد المرحلة لوظائف الرئة مناسبة للغاية للاستخدام في الأطفال لأنه لا ينطوي على إشعاع أو عوامل تباين وريدية ويمكن إجراؤه في أثناء تنفس المريض بحرية.
وقالت بوهلر :إن الأداة قد تصبح وسيلة مفيدة لتصنيف ومراقبة شدة الأعراض طويلة الأمد التالية للإصابة بكوفيد لدى صغار السن في المستقبل.
فيروس مستمر
وأمام ذلك، ما يزال كوفيد 19 يتسبب بالمرض وبوفيات بعد خمس سنوات من ظهوره وانتشاره في العالم، وإن كان بمستويات أقل بكثير مما كان عليه في ذروة الجائحة.
وسُجلت نحو 777 مليون إصابة بكوفيد وأكثر من سبعة ملايين حالة وفاة رسميًا، منذ ظهور الإصابات الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومع ذلك، يُعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى من ذلك بكثير.
كذلك، أدّت الجائحة إلى شل الأنظمة الصحية وانهيار الاقتصادات، ودفعت العديد من البلدان إلى فرض الحجر الصحي.
وفي النصف الثاني من عام 2022، انخفضت معدلات الإصابة والوفيات بفضل تحسين المناعة إثر حملات التطعيم أو العدوى السابقة. كذلك، تحوّر الفيروس ليصبح أقل حدة.