من تعزيز المناعة إلى محاربة القلق… ما أهمية عشبة القنفذية؟

تشتهر عشبة القنفذية التي تُعرف أيضاً بـ«الإشنسا» بقدرتها على مكافحة نزلات البرد وتعزيز المناعة. فقد استخدمها الأميركيون الأصليون لمئات السنين لعلاج أمراض مختلفة، من لدغات الثعابين إلى التهاب الحلق.

ما هي القنفذية؟

تنتمي القنفذية إلى فصيلة الأقحوان، وهي نبات ينمو في أميركا الشمالية، ويُزهر بأزهار وردية أو أرجوانية في الصيف. قد تعرف القنفذية باسم «زهرة المخروط» أيضاً، وفقاً لـ«كيلفلاند كلينيك».

لا تنتمي القنفذية إلى نوع واحد من النباتات: فهناك تسعة أنواع من هذه الزهرة البرية.

يوضح الدكتور روبرت سابر، اختصاصي الصحة العامة والطب الوقائي: «عادة ما تجد الإشنسا الأرجوانية، أو الإشنسا ضيقة الأوراق، أو الإشنسا الشاحبة في المكملات الغذائية أو الشاي… لقد تم الترويج لهذه الأنواع الثلاثة من نبات إشنسا باعتبارها ذات فوائد لجهاز المناعة لديك».

تحتوي نباتات القنفذية على مجموعة رائعة من المركبات الفعالة، مثل حمض الكافيين، والألكاميدات، والأحماض الفينولية، وحمض الروزمارينيك، والبولي أسيتيلينات، وغيرها الكثير.

بالإضافة إلى ذلك، ربطت الدراسات القنفذية ومركباتها بالعديد من الفوائد الصحية، مثل تقليل الالتهابات، وتحسين المناعة، وخفض مستويات السكر في الدم.

القنفذية والجهاز المناعي

يبدو أن القنفذية تؤثر على عمل الجهاز المناعي.

وجدت إحدى الدراسات أن القنفذية تُحفز عامل نخر الورم (TNF)، وهو بروتين يُسبب الالتهاب. يوضح الدكتور سابر: «يُعد الالتهاب الناتج عن عامل نخر الورم جزءاً مفيداً من الاستجابة المناعية لجسمك. فهو يُساعد جسمك على محاربة الأمراض أو الشفاء من الإصابات».

كما وجدت الدراسات المخبرية أن العشبة يُمكنها زيادة عدد خلايا الدم البيضاء. تُهاجم هذه الخلايا الأجسام الغريبة وتحميك من العدوى.

تأتي الأدلة على قدرة القنفذية على تعزيز المناعة من دراسات أُجريت في المختبر أو على الحيوانات، وليس على البشر الأحياء.

يشرح الدكتور سابر: «إن رؤية تأثير مناعي في المختبر لا تعني أن القنفذية ستساعدك على محاربة الأمراض أو تمنعك من الإصابة بها… تلعب العديد من العوامل الأخرى دوراً في كيفية مواجهة جسمك للغزاة وشفاء نفسه».

القنفذية تنتمي إلى فصيلة الأقحوان وهي نبات ينمو في أميركا الشمالية

ما أبرز فوائد القنفذية الأخرى؟

تخفيض مستويات السكر في الدم

قد يزيد ارتفاع نسبة السكر في الدم من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والعديد من الأمراض المزمنة الأخرى، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

أظهرت دراسات أنبوبية أن نباتات القنفذية قد تساعد في خفض مستويات السكر في الدم.

في دراسة أنبوبية، تبين أن مستخلص القنفذية يثبط الإنزيمات التي تهضم الكربوهيدرات. نظرياً، هذا يعني أن القنفذية قد تكون قادرة على تقليل كمية السكر التي تدخل الدم.

تشير دراسات أخرى على الحيوانات إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في القنفذية تساعد في تحسين سكر الدم وحساسية الأنسولين.

تقليل مشاعر القلق

يُقدر أن القلق مشكلة شائعة تؤثر على ما يقرب من 7 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة.

في السنوات الأخيرة، برزت نباتات القنفذية بوصفها علاجاً محتملاً للقلق. كشف بعض الأبحاث القديمة أن نباتات الإشنسا تحتوي على مركبات قد تُخفف من مشاعر القلق، بما في ذلك الألكاميدات، وحمض الروزمارينيك، وحمض الكافيين.

وجدت إحدى الدراسات أن تناول 40 ملليغراماً من مستخلص الإشنسا مرتين يومياً لمدة 7 أيام يُقلل القلق بشكل ملحوظ مقارنة بالعلاج الوهمي.

وفي دراسة أخرى، لم يُصاحب تناول 40 أو 80 ملليغراماً من مستخلص القنفذية يومياً أي تحسن في القلق مقارنة بالعلاج الوهمي. ومع ذلك، فقد أدى ذلك إلى تحسن في المشاعر الإيجابية، وفي الصحة النفسية بشكل عام.

دراسات أظهرت أن نباتات القنفذية قد تساعد في خفض مستويات السكر بالدم

خصائص مضادة للالتهابات

الالتهاب هو الطريقة الطبيعية التي يتبعها الجسم لتعزيز الشفاء والدفاع عن نفسه.

في بعض الأحيان، قد يخرج الالتهاب عن السيطرة ويستمر لفترة أطول من اللازم والمتوقع. قد يزيد هذا من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ومشاكل صحية أخرى.

أظهرت العديد من الدراسات أن القنفذية يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب الزائد.

في إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران، ساعدت مركبات القنفذية في تقليل علامات الالتهاب المهمة وفقدان الذاكرة الناتج عن الالتهاب.

وفي دراسة أخرى استمرت 30 يوماً، وجد البالغون المصابون بهشاشة العظام أن تناول مكمل غذائي يحتوي على مستخلص الزنجبيل ومستخلص القنفذية قلل بشكل كبير من الالتهاب والألم المزمن والتورم.

ومن المثير للاهتمام أن هؤلاء البالغين لم يستجيبوا جيداً للأدوية الالتهابية غير الستيرويدية التقليدية (NSAIDS)، لكنهم وجدوا أن المكمل الغذائي الذي يحتوي على القنفذية ومستخلص الزنجبيل مفيد.

علاج مشاكل البشرة

أظهرت الأبحاث أن نباتات القنفذية قد تساعد في علاج مشاكل البشرة الشائعة.

في إحدى الدراسات، كان مكمل غذائي يحتوي على مستخلص نباتي مشتق من الباذنجان والقنفذية فعالاً في تحسين حالات حب الشباب الخفيفة إلى المتوسطة مقارنة بعلاج وهمي.

ومع ذلك، ليس من الواضح مدى ارتباط هذا التأثير بالقنفذية تحديداً.

وفي دراسة أخرى أجريت عام 2010 على 10 أشخاص، وُجد أن منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مستخلص القنفذية تُحسن ترطيب البشرة وتُقلل التجاعيد.

وبالمثل، تبين أن كريماً يحتوي على مستخلص القنفذية الأرجوانية يُحسّن أعراض الإكزيما ويُساعد في إصلاح الطبقة الخارجية الرقيقة الواقية للبشرة.

حماية من السرطان

السرطان مرضٌ ينطوي على نموٍّ غير منضبط للخلايا.

أظهرت دراساتٌ أُجريت في المختبر أن مستخلصات القنفذية قد تكبح نمو الخلايا السرطانية، بل وتحفز موتها.

علاج «كوفيد-19»

أظهرت الأبحاث الحديثة أن مستخلص القنفذية له تأثيرات مضادة للفيروسات، مما قد يحمي من العديد من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروسات «كورونا»، بحسب موقع «ويب ميد».

يساعد هذا المستخلص الجسم على إنتاج إنترفيرون – غاما (IFN – γ)، وهو عامل مهم في وظائف المناعة والتحكم في المواد الكيميائية الالتهابية. لذا، قد تساعد المكملات الغذائية التي تحتوي على مستخلص القنفذية في الحد من تكرار الإصابة بفيروس «كورونا»، والتحكم في أعراضه، وتسريع الشفاء.

وجدت دراسة أخرى أن المكملات الغذائية التي تحتوي على القنفذية باعتبارها مكوناً رئيسياً قد تكون طريقة آمنة وسهلة لتقليل خطر الإصابة بـ«كوفيد – 19» والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.

شاركها.
Exit mobile version