تترقّب الجماهير الآسيوية واحدة من أكثر المواجهات إثارة في المرحلة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث يصطدم المنتخب السعودي بنظيره الإندونيسي في مباراة، وصفها موقع «تيمبو» الإندونيسي بأنها «نهائي مبكر»، نظراً لحساسيتها الكبيرة وتأثير نتيجتها المباشر في تحديد هوية المتأهل إلى المونديال عن المجموعة الثانية، التي تضم المنتخب العراقي أيضاً.
وتقام المباراة المرتقبة مع السعودية، الأربعاء، على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، على أن يواجه المنتخب الإندونيسي نظيره العراقي في الملعب عينه يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول).
المدرب الهولندي باتريك كلويفرت، الذي يقود منتخب «غارودا»، أكّد في المؤتمر الصحافي، الذي عقد اليوم، أن فريقه يتعامل مع اللقاء وكأنه نهائي مصيري، معلناً أن الكرات الثابتة ستكون أحد مفاتيح الفوز أمام السعودية، بعدما سجّل فريقه نصف أهدافه من هذه المواقف خلال فوزهم الكبير على تايوان 6-0 الشهر الماضي. وأضاف: «علينا أن نكون جادّين في كل لحظة من المباراة، ليس في الكرات الثابتة فقط، بل في كل ثانية من 100 دقيقة من اللعب».
وبدوره، كابتن المنتخب جاي إدزيس، مدافع ساسولو الإيطالي، أكّد أن المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة: «نعرف أن المواجهة ستكون قوية، لكنها ليست مستحيلة. لعبنا هنا العام الماضي وخرجنا بالتعادل 1-1، والآن نحن أكثر انسجاماً ونفهم أسلوبنا بشكل أفضل. سنقاتل حتى النهاية لتحقيق حلم التأهل».
وأشارت الصحافة الإندونيسية إلى أن منتخب إندونيسيا يملك أفضلية معنوية على «الأخضر» بعد تعادل الفريقين في جدة 1-1 وفوزهم عليه 2-0 في جاكرتا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بفضل ثنائية مارسيلينو فيردينان، لكن الجميع في جاكرتا يدرك أن المهمة هذه المرة أكثر صعوبة، خصوصاً أن السعودية بقيادة الفرنسي رينارد استعاد كثيراً من توازنه في 2025.
ووصلت بعثة المنتخب الإندونيسي إلى جدة الأسبوع الماضي مكتملة الصفوف تقريباً، بعد انضمام اللاعبين المحترفين في أوروبا، مطلع الأسبوع. ويضم الفريق 29 لاعباً، فيما يغيب الحارس الأساسي إميل أوديرو مولادي، الذي تألق هذا الموسم مع كريمونيزي في الدوري الإيطالي بعد إصابته أمام كومو في نهاية سبتمبر (أيلول).
وقال كلويفرت: «غياب إميل مؤثر بالتأكيد، لكنه يمنح الفرصة لغيره من الحراس الذين أثق في جاهزيتهم».
وسيفتقد المنتخب الإندونيسي جهود المهاجم أولي روميني لاعب أكسفورد يونايتد بسبب الإصابة، وهو ما يفتح الباب أمام رمضان سانانتا لقيادة الهجوم بمساندة إيغي مولانا فيكري، أحد أبرز هدافي المنتخب.
كما سيعتمد كلويفرت على لاعبي الخبرة في خط الوسط، مثل توم هاي وجوي بيلوبسي، لتنظيم اللعب واحتواء هجمات «الأخضر».
المحلل الرياضي الإندونيسي، بونغ كوس، دعا بدوره إلى الحذر من تطور المنتخب السعودي قائلاً: «الأخضر أصبح أكثر انضباطاً دفاعياً هذا العام، فقد استقبل 8 أهداف فقط في 11 مباراة، وحقق 5 شباك نظيفة، لذا على إندونيسيا أن تكون فعّالة في استغلال الفرص».
وقالت التقارير إنه على الرغم من الفوارق في الخبرة والتاريخ، فإن المنتخب الإندونيسي يدخل اللقاء بطموح عالٍ، مسلحاً بجيل من اللاعبين المحترفين في أوروبا، مثل إدزيس في ساسولو، وفيردونك في ليل، وديكس في فيورنتينا، وناثان في فيليم الثاني. ووفق ما نشره موقع «تيمبو»، فإن هذا الجيل يمثل «الأمل الأكبر في تاريخ الكرة الإندونيسية» لتحقيق حلم طال انتظاره منذ 87 عاماً، حين شاركت البلاد للمرة الأولى والأخيرة في المونديال تحت اسم «جزر الهند الشرقية الهولندية» عام 1938.
ويقف المنتخبان السعودي والإندونيسي على أبواب مواجهة تاريخية في جدة، قد تُعيد رسم خريطة كرة القدم الآسيوية، وتفتح باب المجد لمن ينجح في العبور منها إلى الحلم المونديالي.