أظهر كشف طبي أجري على جثة امرأة لبنانية وجدت متوفاة في منزلها بقرية جنوبية حدودية، إصابتها بطلقات نارية أدت إلى استشهادها، في جريمة من المرجح تورط جيش الاحتلال الإسرائيلي بها.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفًا متبادلًا بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
ويقضي الاتفاق بانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي من القرى الحدودية التي قام باحتلالها خلال الحرب، مقابل انتشار الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل” على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
“نجوى غشام”
ويوم أمس، عثر فريق من الصليب الأحمر اللبناني و”اليونيفيل “على المواطنة نجوى غشام “75 عامًا” متوفاة في منزلها في بلدة يارون الحدودية، وبعد الكشف على جثمانها تبين إصابتها بطلقات نارية أدت إلى استشهادها.
وكانت غشام قد رفضت مغادرة منزلها منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من عام، وعند وقف إطلاق النار كانت لا تزال على قيد الحياة، فيما توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل القرية، وقامت بعمليات نسف للمنازل هناك.
ومساء يوم أمس، أكدت الوكالة الوطنية للإعلام، أن الجيش الإسرائيلي جدد عمليات نسف المنازل في بلدة يارون، وقد سمعت أصوات الانفجارات بوضوح في القرى المجاورة.
وقالت تقارير صحفية لبنانية: إن قوات الاحتلال أطلقت النار على الدورية المشتركة لفريق الصليب الأحمر وقوات اليونيفيل، خلال عملية سحب جثة المواطنة المسنة في يارون إلى قرية بنت جبيل المجاورة.
وخلال الكشف على جثة العجوز، تبين وجود كسور عدة في جسدها إلى جانب إصابتها بطلقات نارية. وفيما لم يُحدَّد بعد مصدر النيران أو دوافع قتل غشام، فإن تقارير صحفية لبنانية ترجح استشهادها برصاص جنود الاحتلال الذين توغلوا في بلدة يارون.
“صابرة صامدة”
وخلفت الجريمة بحق اللبنانية المسنة، غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فطالب ناشطون الحكومة اللبنانية بتقديم شكوى بحق جيش الاحتلال، واصفين ما جرى بأنه “إعدام بدم بارد” لعجوز تمسكت بأرضها.
وكتب الناشط أحمد غشام على صفحته في فيسبوك: “جارة الرضا نجوى محمود غشام، أو أم خليل، في أول يوم بعد قرار وقف اطلاق النار توجهت إلى بلدتي يارون الحبيبة لأتفقد أحوال الدار وطبعًا توجهت لأطمئن على الجارة أم خليل، فوجدتها صابره صامدة في وجه العدوان الصهيوني”.
وأضاف: “سألتها عن أحوالها وأوصتني ببعض الأغراض، لكنني للأسف لم أتمكن من الدخول إلى البلدة مجددًا، فأبلغنا الجيش عن وجودها وضرورة إخلائها المنزل مع استمرار العدوان، لكن العدو كان أشرس وأسرع فارتقت شهيدة إلى جوار الشهداء”.
وتواصل إسرائيل خروقاتها لوقف إطلاق النار، مسجلة 295 خرقًا منذ سريانه، ما أدى إجمالًا إلى سقوط 32 شهيدًا و38 جريحًا، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 شهيدًا و16 ألفًا و663 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.