خفض التمويل لأفغانستان يعرقل جهود الاستجابة للزلزال

قال عاملون في المجال الإنساني إن انكماش التمويل لأفغانستان، جراء خفض المساعدات الأميركية، أعاق الاستجابة اليوم الاثنين لزلزال قوي في شرق البلاد، مع إغلاق عشرات العيادات وتعطل طائرة هليكوبتر.

وهز زلزال بقوة ست درجات المنطقة خلال الليل، مما أدى إلى دمار قرى بأكملها ومقتل 800 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 2800 آخرين في مناطق جبلية نائية.

نقل شخص مصاب إلى مروحية عسكرية هبطت لإجلاء ضحايا الزلزال الذي أودى بحياة المئات ودمر قرى بشرق أفغانستان في مزار دارا… ولاية كونار يوم الاثنين 1 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وتواجه إدارة «طالبان» الحاكمة ومسؤولي الإغاثة مهمة مضنية تتمثل في إنقاذ ومساعدة آلاف الأفغان في ظل ميزانية أقل من أي وقت مضى واقتصاد متأزم.

وقالت كيت كاري، نائبة رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أفغانستان: «تأثر رد الفعل بشكل كبير بسبب تخفيض التمويل خلال العام الجاري، وتقلص أيضا عدد الأشخاص الموجودين على الأرض بشكل كبير مقارنة بما كان عليه الحال قبل ستة أشهر».

وكان هذا ثالث زلزال كبير يسقط فيه قتلى منذ أن سيطرت «طالبان» على البلاد عام 2021. وتعاني البلاد أيضا من الصراع والجفاف والفيضانات وترحيل الدول المجاورة لنحو 2.1 مليون أفغاني إلى بلادهم.

وتأثرت أفغانستان بشدة منذ أن بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني) خفض التمويل لذراعها الإنسانية «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» وبرامج المساعدات في أنحاء العالم في ما وصفه بأنه يأتي في إطار خطة أوسع نطاقا لخفض الإنفاق المبالغ فيه.

ولكن حتى قبل ذلك، تقلص التمويل المخصص لأفغانستان بسبب حالات طوارئ في مناطق مثل أوكرانيا وغزة والسودان، بالإضافة إلى حالة الإحباط التي تشعر به الجهات الحكومية المانحة حيال سياسات «طالبان» تجاه المرأة، ولا سيما ما تفرضه من قيود على عمل موظفات المنظمات غير الحكومية الأفغانية.

وتقلصت المساعدات الإنسانية، التي تتجاوز المؤسسات السياسية لتلبية الاحتياجات العاجلة، إلى 767 مليون دولار خلال العام الجاري، مقارنة مع 3.8 مليار دولار في عام 2022.

يتم نقل شخص مصاب إلى مروحية عسكرية هبطت لإجلاء ضحايا الزلزال الذي أودى بحياة المئات ودمر قرى بشرق أفغانستان في مزار دارا… ولاية كونار يوم الاثنين 1 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وقالت كاري إن تأثير هذه التخفيضات ظهر جليا خلال الأزمة الأخيرة، إذ تتعامل المنظومة الصحية المدمرة الآن مع آلاف المصابين جراء سقوط الركام.

وأظهرت بيانات من «منظمة الصحة العالمية» أن 44 عيادة صحية، تخدم أكثر من 363 ألف شخص في إقليمي ننجرهار وكونار، وهما الولايتان الأكثر تضررا جراء الزلزال، أوقفت عملياتها أو أغلقت أبوابها خلال العام الجاري بسبب خفض المساعدات الأميركية.

شاركها.
Exit mobile version