حسم مانشستر يونايتد موقفه من صفقة التعاقد مع المهاجم السلوفيني بينجامين سيسكو، لاعب لايبزيغ الألماني، وبدأ في وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة بعد منافسة قوية مع نيوكاسل يونايتد.
وفي حين قدم الفريقان عروضاً مالية متقاربة، فإن رغبة اللاعب الواضحة بالانتقال إلى ملعب أولد ترافورد لعبت الدور الحاسم في تغيير مسار الصفقة.
نيوكاسل كان قد تقدم بعرض أولي قيمته 75 مليون يورو بالإضافة إلى 5 ملايين باعتبارها حوافز، ثم رفع عرضه يوم الاثنين إلى ما لا يقل عن 80 مليون يورو.
ولكن في غضون 24 ساعة فقط، قدم مانشستر يونايتد عرضه بقيمة 75 مليون يورو إلى جانب 10 ملايين باعتبارها حوافز، ليرفع سقف المنافسة.
ورغم أن لايبزيغ قَبِل لاحقاً عرضاً من نيوكاسل بقيمة 82.5 مليون يورو إضافة إلى 2.5 مليون بوصفها مكافآت، فإن رغبة سيسكو في ارتداء القميص الأحمر أجبرت جميع الأطراف على التفاوض لصالح يونايتد.
السير في اتجاه مانشستر يونايتد يبدو الآن حتمياً، رغم أن نيوكاسل قدّم عرضاً مالياً أعلى ويتفوق على يونايتد في ضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فإن سيسكو، البالغ من العمر 22 عاماً، اختار مشروع مانشستر يونايتد باعتباره وجهته التالية، وهو ما سرّع من خطوات التفاهم بين الناديين.
سيسكو كان قد سجل 21 هدفاً في جميع المسابقات خلال الموسم الماضي مع لايبزيغ، ويملك في سجله 39 هدفاً و8 تمريرات حاسمة خلال 87 مباراة منذ انضمامه إلى الفريق قادماً من ريد بول سالزبورغ عام 2023.
ورغم وجود اهتمام من جانب نيوكاسل وأندية أخرى، فإن سيسكو أظهر تفضيله الواضح للنادي الإنجليزي العريق.
في الوقت نفسه، كان الجهاز الفني بقيادة روبن أموريم قد وضع عينه أيضاً على مهاجم أستون فيلا، أولي واتكينز، لكنه تراجع لاحقاً بسبب التكاليف المتوقعة لإتمام مثل تلك الصفقة.
كما أن مانشستر يونايتد كان قد أبدى اهتمامه في وقت سابق بالمهاجم ليام ديلاب، قبل أن يقرر الأخير الانضمام إلى تشيلسي قادماً من إيبسويتش تاون.
على صعيد الصفقات الأخرى، كان يونايتد قد عزز صفوفه هذا الصيف بالتعاقد مع ماتيوس كونيا من وولفرهامبتون، وبرايان مبويمو من برينتفورد، بالإضافة إلى الظهير الأيسر الشاب دييغو ليون القادم من سيرو بورتينيو.
أما عن دوافع التعاقد مع سيسكو، فهي تتجاوز مجرد الأرقام والأداء. وحسب تحليل كارل أنكا، مراسل مانشستر يونايتد في «ذا أثلتيك»، فإن سيسكو يُعتبر من ألمع المهاجمين الشباب في القارة الأوروبية. واهتمام مانشستر يونايتد به ليس جديداً، إذ تابعوه منذ أن كان بعمر 16 عاماً مع فريق دومجاله السلوفيني، كما راقبوه عن كثب خلال موسم 2022 – 2023 حين سجل 16 هدفاً في 30 مباراة مع ريد بول سالزبورغ. سيسكو الآن يُوصف بأنه «مطرقة هجومية» تجمع بين السرعة القوية، واللمسة النهائية الحاسمة، والشراسة الذهنية التي تجعل منه كابوساً لمدافعي الخصوم. يبلغ طوله 195 سم، وسرعته الميدانية جعلت البعض يشبّهه بإرلينغ هالاند؛ وإن كان سيسكو لم يصل بعد لمستوى النجم النرويجي، فإنه يمتلك الكثير من الخصائص التي تجعله مرشحاً للحاق به. خريطة تسديداته في موسم 2023 – 2024 تكشف مهاجماً متحرراً من القيود، يسدد بالقدمين اليمنى واليسرى، ويجيد الضربات الرأسية، ولا يتردد في المحاولة، سواء من بعيد أو من داخل منطقة الجزاء. ورغم تلك الإمكانات الهائلة، فإن هناك جانباً غامضاً في مستقبله، وهو مدى قدرتيه الذهنية والنفسية على التأقلم مع ضغوط اللعب لنادٍ بحجم مانشستر يونايتد. يونايتد يستثمر في موهبة قد تتحول إلى نجم عالمي، ولكن الرهان يتضمن مخاطرة، خاصة في ظل الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تصاحب كل من يدخل مسرح الأحلام. ومع ذلك، فإن سيسكو يبدو مستعداً للمغامرة، والنادي كذلك، ليبدأ فصلاً جديداً في مشروع إعادة بناء فريق مانشستر يونايتد.