مع انطلاق موسم العطلات الصيفية، تبدأ جهود البحث عن الوجهة المثالية للاستمتاع بالشواطئ حول العالم، اعتماداً على الموقع والطقس ووسائل الترفيه. وفي مصر، تتنوع الاختيارات بين شواطئ البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، التي تجمعها طبيعة ساحرة، لكن تظل بينها اختلافات أساسية قد تؤثر في القرار النهائي.

في البداية، فإن مسألة توقيت الزيارة قد يكون حاسماً في كثير من الأحيان، فرغم إقبال المصطافين على سواحل البحرين طوال فصل الصيف، فإن إقليم البحر الأحمر يتميز بدرجات حرارة أعلى، ما يجعله اختياراً أمثل مع بداية فصل الخريف سبتمبر (أيلول) والشتاء وحتى الربيع، بدلاً من الصيف للكثيرين.

شاركس باي البحر الأحمر (تريب أدفيزر)

ويتراوح متوسط درجات الحرارة على سواحل البحر المتوسط خلال الصيف في مصر بين 23 و32 درجة تقريباً، بينما يتراوح بين 33 و40 خلال الفترة ذاتها على سواحل البحر الأحمر، وربما يكون ذلك مفضلاً لدى السائحين الروس والأوروبيين، الذين يذهبون إلى هناك بحثاً عن أشعة الشمس الساطعة طوال النهار.

وتمتد الاختلافات بين الساحلين المصريين إلى طبيعة الأنشطة المفضلة، بحسب الخبير في مجال السياحة مصطفى النجار، الذي يوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «ساحل البحر المتوسط في مصر، الذي ظل حتى سنوات قليلة مضت حبيس السياحة المحلية، بات الآن مع تدفق الاستثمارات العربية، وتحديث البنية التحتية هناك، وجهة عالمية، يجذب إليه كثيراً من المصطافين للاستمتاع بمياه البحر الفيروزية الصافية، والرمال الذهبية الناعمة، ومستوى الخدمات المميز».

مرسى علم البحر الأحمر ـ تريب أدفيزر

وبالإضافة إلى الشواطئ الساحرة، يمكنك الاستمتاع بالرحلات البحرية. كما يشير باسم حلقة، نقيب السياحيين المصريين، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن البحر المتوسط كونه يربط مصر بأوروبا، «يجعله مركزاً مثالياً لسياحة اليخوت».

ميزة أخرى قد تجعلك تفضل الساحل الشمالي بالمتوسط، تتعلق بالحفلات الصاخبة التي تنتشر هناك خلال موسم الصيف، ومنها مهرجان «العلمين»، الذي تنطلق نسخته الثالثة هذا العام في 18 يوليو (تموز)، ويستمر حتى نهاية أغسطس (آب)، وتشارك فيه كوكبة من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي.

شاطئ ألماظة البحر الأبيض ـ تريب أدفيزر

وإذا ما استقر اختيارك على سواحل البحر المتوسط، فإلى جانب الشواطئ والمزارات الكلاسيكية المشهورة في قلب محافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح، يمكنك زيارة شاطئ كارل، قرب الممشى السياحي بالعلمين الجديدة، وهي منطقة لا يتجاوز عمرها بضع سنوات، وتتميز بطبيعتها البكر الخلابة، وحداثة منشآتها، ومستوى الخدمة الراقي.

كذلك شاطئ ماليبو في بورتو مارينا العلمين، الذي يتميز بمهرجان الطائرات الورقية، وشاطئ ألماظة، الذي يعشقه السياح الإيطاليون على وجه الخصوص. كما تضمن لك زيارة شاطئ ماسيمو الاستمتاع بتجربة هادئة وساحرة، مع إطلالة مميزة على أبراج العلمين.

نعمة باي البحر الأحمر ـ تريب أدفيزر

كما يمكنك الغوص في التاريخ، وتحديداً الحرب العالمية الثانية، عبر زيارة متحف العلمين، عند الكيلو 105 على طريق الإسكندرية – مطروح، وكذلك متحف التراث البدوي بمحافظة مرسى مطروح.

ويتيح لك الساحل الشمالي كذلك تجربة تسوق متميزة مع مول «الماسة» في العلمين، أول مركز تجاري بالمدينة الجديدة المنتمية لمدن الجيل الرابع، وتبدأ رحلة إبهارك معه بمجرد دخوله بفضل السقف المضيء الذي يحاكي شكل السماء.

أما شواطئ البحر الأحمر، فقد نجحت بالفعل منذ عقود في ترسيخ وجودها على خريطة السياحة العالمية، بطبيعتها الخلابة التي لا تقل روعة عن نظيرتها على البحر المتوسط، مع تفردها بالطبيعة الجبلية المحيطة بها، التي تجتذب نشاطات مثل رحلات المغامرات وتسلق الجبال، وعلى رأس ذلك جبل الشايب، الذي يُعرف باسم «إيفرست الغردقة»، بصفته أعلى قمة جبلية في منطقة البحر الأحمر، ويبلغ ارتفاعه 2187 متراً.

العلمين البحر الأبيض ـ تريب أدفيزر

يمكنك كذلك المشاركة في رحلات السفاري وحفلات الشواء على الطراز البدوي، ناهيك عن الشعاب المرجانية المتلألئة بشتى عجائب الألوان، ما يجعل الغوص على رأس النشاطات الترفيهية في شواطئ البحر الأحمر.

ومن أجمل شواطئ البحر الأحمر شاطئ شرم اللولي، على بعد 60 كيلومتراً جنوب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر. ويقع الشاطئ بطبيعته البكر الصافية داخل نطاق محمية وادي الجمال.

كذلك شاطئ خليج نعمة في شرم الشيخ، الذي يشتهر بنشاطات السباحة والتسوق والغوص صباحاً، وأجواء الحفلات ليلاً.

وشاطئ شاركس باي بشرم الشيخ، الذي يجتذب عشاق الغوص والأنشطة المائية.

مرسى علم البحر الأحمر ـ تريب أدفيزر

وإذا كنت من عشاق الغوص، فسوف ستجد ضالتك في شاطئ مرسى مبارك، أحد أشهر شواطئ مرسى علم، حيث يمكنك الاستمتاع برؤية الشعاب المرجانية الملونة ومداعبة السلاحف البحرية.

ويقول النجار إنه «نظراً لتباين طبيعة البيئة والنشاطات المتاحة أمام المصطافين بين البحرين المتوسط والأحمر، تختلف نوعية الزوار، مع تفضيل غالبية السائحين العرب التوجه إلى الساحل الشمالي، بينما لا يزال مزاج السياح الأوروبيين، خصصوصاً الألمان والفرنسيين والإنجليز، علاوة على الروس، يميل نحو البحر الأحمر».

اختلاف آخر بين الساحلين في طبيعة وحدات الإقامة، ففي الوقت الذي لا تزال الشقق والشاليهات الخاصة تغلب على الوحدات المتاحة أمام مصطافي الساحل الشمالي، فإن الهيمنة على ساحل البحر الأحمر لصالح الفنادق والقرى السياحية.

شاركها.
Exit mobile version