رغم مشاركة 11 لاعبًا سعوديًا في النسخة الثانية من بطولة العالم للبلياردو التي تستضيفها مدينة جدة، إلا أن لاعبًا واحدًا فقط استطاع الوصول إلى دور الـ64، هو فهد الضعيان، الذي شق طريقه وسط سلسلة من التحديات والمباريات القوية، وأثبت نفسه كممثل وحيد للمملكة في أدوار البطولة المتقدمة.

الضعيان بدأ مشواره في البطولة بخسارة أولى أمام الفلبيني أنتوني راغا بنتيجة (9-3)، قبل أن يعود من بوابة دور الخاسرين بفوز مثير على الكندي مارتن دياقل بنتيجة (9-7). وفي مرحلة تحديد المتأهل إلى دور الـ64 من مسار الخاسرين، اصطدم بمواجهة صعبة أمام زميله وصديقه خالد الغامدي، وتمكن من التفوق عليه بنتيجة (9-6).

لكن القدر أعاد المواجهة الأولى نفسها، فواجه الضعيان مجددًا أنتوني راغا في دور الـ64، وبدأ اللقاء بقوة وتقدّم (2-0)، قبل أن تنقلب الكفة لصالح اللاعب الفلبيني الذي سيطر على مجريات اللقاء وحسمه بنتيجة (11-3)، ليُنهي الضعيان مشواره عند هذا الدور.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» بعد نهاية مشاركته، أعرب الضعيان عن فخره بما تحقق، مشيرًا إلى أن “تمثيل الوطن في بطولة عالمية بهذا الحجم شرف كبير”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن “الطموح أكبر”، مضيفًا: “سأعود بإذن الله أقوى في نسخة 2026”.

وكشف الضعيان عن رغبته في التفرغ التام لرياضة البلياردو، مؤكدًا أنه لا يوجد حتى الآن لاعب سعودي محترف بشكل كامل، وقال: “جميع اللاعبين السعوديين هم إما طلاب جامعات أو موظفون بدوام كامل. وأنا شخصيًا موظف، وأذهب إلى التمرين بعد انتهاء ساعات عملي”.

وأوضح أن معدل تدريبه اليومي لا يتجاوز بضع ساعات، مقارنة بلاعبين محترفين حول العالم يتدربون قرابة 12 ساعة يوميًا. وقال: “أحلم أن أكون متفرغًا للبلياردو، أن أبدأ يومي من الصباح الباكر فقط لأتدرب… هذا هو الطريق لصناعة الإنجاز”.

وأكد فهد الضعيان أن هناك عددًا كبيرًا من اللاعبين السعوديين الذين يمتلكون الموهبة، لكنهم بحاجة إلى زيادة فرصهم في البطولات الخارجية، والتفرغ للتدريب والمنافسة، مشيدًا باستضافة المملكة لبطولة العالم لعشر سنوات، ومعبّرًا عن ثقته الكبيرة برئيس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر نايف الجويعني، ودوره في تطوير اللعبة.

وتوقف الضعيان عند غياب الرعاة عن دعم اللاعبين السعوديين في البلياردو، قائلًا: “نحن كلاعبين نفتقد إلى الرعاة القادرين على دعمنا ماديًا وتمكيننا من السفر والمشاركة في البطولات الدولية… بعض اللاعبين دفعوا من جيوبهم الخاصة فقط من أجل تمثيل الوطن وتحقيق إنجاز باسم المملكة”.

وفي ختام حديثه، أشاد باللاعب العراقي أمير علي، الذي تأهل إلى دور الـ16 من البطولة، قائلًا: أمير… أمير بأخلاقه وبأدائه. هو لاعب من العيار الثقيل، والعراق تمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين المتميزين.

وختم فهد الضعيان كلماته برسالة تفاؤل وإصرار، مؤكدًا: الطموح مستمر… وسأعود أقوى في النسخة الثالثة من البطولة العالمية في جدة 2026، بعزيمة تمثّل أبناء هذا الوطن.

شاركها.
Exit mobile version