أظهرت بيانات تتبع الرحلات أن مجموعتين من أربع طائرات ناقلة للوقود التقتا بقاذفات من طراز «بي-2 سبريت» – أحدث القاذفات الأميركية – فوق ولاية كانساس، قبل أن تتابع رحلتها نحو قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وذلك في وقت تتصاعد فيه المواجهة بين إسرائيل وإيران.

تأتي هذه الخطوة في ظل إعادة تموضع أوسع للأصول العسكرية الأميركية باتجاه أوروبا والشرق الأوسط.

في الأسابيع الأخيرة، نُشرت عشرات الطائرات الأميركية، بما في ذلك مقاتلات وناقلات نفط ومنصات مراقبة، في المنطقة. كما تعمل حاملتا طائرات عملاقتان تابعتان للبحرية الأميركية في المقدمة، إلى جانب عناصر أخرى من القوات البحرية والجوية.

صُممت طائرة «بي-2 سبريت» لمهام هجومية بعيدة المدى، وهي قادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية. وهي الطائرة الأميركية الوحيدة المصممة خصيصاً لاختراق الأهداف شديدة التحصين، مثل المنشآت تحت الأرض.

يشير وجود ثماني ناقلات وقود تدعم المهمة إلى عملية واسعة النطاق.

وبينما لم تؤكد وزارة الدفاع رسمياً الوجهة أو الهدف، فإن حجم وتنسيق الرحلة يشيران إلى انتشار مُخطط له مسبقاً.

في الوقت الحالي، لا يوجد ما يشير إلى ضربة وشيكة. ومع ذلك، فإن توقيت هذه الخطوة مهم بالنظر إلى التوترات الحالية المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني والوضع الأميركي في المنطقة.

تُعدّ قاذفة القنابل الشبحية بعيدة المدى «بي-2 سبريت» قاذفة قنابل شبحية طويلة المدى تُشغّلها القوات الجوية الأميركية. وهي مصممة لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة وحمل الأسلحة التقليدية والنووية. كما تستطيع الطائرة التحليق لأكثر من 6000 ميل بحري دون الحاجة إلى التزود بالوقود، ويمكنها حمل ما يصل إلى 40 ألف رطل من الذخائر داخلياً.

ويسمح مظهر «بي-2 سبريت» الشبحي بتفادي اكتشاف الرادار، مما يجعلها مناسبة لمهام الضربات عالية الخطورة ضد أهداف مُحصّنة جيداً. دخلت «بي -2» الخدمة منذ أواخر التسعينيات، وتلعب دوراً رئيسياً في العمليات الاستراتيجية بعيدة المدى.

و«بي-2 سبريت» مجهزة لحمل قنبلة «جي بي يو – 57» الأميركية الخارقة للتحصينات الثقيلة ودقيقة التوجيه والمُصممة لتدمير الأهداف المدفونة عميقاً. هذا السلاح، الذي يزن 30 ألف رطل، قادر على اختراق طبقات التربة والصخور والخرسانة المسلحة قبل أن ينفجر. كما تستطيع القاذفة حمل ذخيرتين من هذه الذخائر في آن واحد، مما يسمح لها باستهداف الهياكل المحصنة في طلعة جوية واحدة. تمنح هذه القدرة طائرة بي-2 دوراً فريداً في استهداف المنشآت تحت الأرض البعيدة عن متناول القنابل التقليدية أو صواريخ كروز.

رسم إيضاحي للصواريخ الباليستية الإيرانية والقنبلة الأميركية «جي بي يو – 57» الخارقة للتحصينات

جدير بالذكر أن تحليل «وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء الماضي لصور أقمار اصطناعية أظهر تمركز أربع قاذفات أميركية في قاعدة دييغو غارسيا العسكرية الأميركية البريطانية في المحيط الهندي.

وشوهدت هذه الطائرات من طراز «بي-52» («B-52H Stratofortress«) القادرة على حملة رؤوس نووية وقنابل ثقيلة ذات توجيه دقيق، في 16 يونيو (حزيران) عند الساعة 9:22 بتوقيت غرينيتش في الجزء الجنوبي من هذه القاعدة الاستراتيجية الواقعة في جزر تشاغوس.

ويرجّح أن تكون هذه الطائرات القادرة على نقل حوالى 32 طنا من الذخائر، وصلت إلى القاعدة منتصف مايو (أيار)، بحسب تحليل لصور أقمار «بلانيت لابز».

وأدّت قاعدة دييغو غارسيا التي وسِّعت بعد انتصار الثورة في إيران عام 1979، دورا حيويا في الحروب التي شنّتها الولايات المتحدة في العراق (حرب الخليج الأولى مطلع التسعينيات وغزو 2003)، وأفغانستان (2001).

كما خلص تحليل «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى وجود طائرة نقل عسكرية من طراز «سي-17» («C-17 Globemaster III«) الاثنين في القاعدة. وبحسب القوات الجوية الأميركية، في وسع هذا النموذج نقل الجنود «بسرعة»، فضلا عن «الحمولات على أنواعها إلى قواعد العمليات الرئيسية أو مباشرة إلى القواعد المتقدّمة في مناطق النشر».

ويرجّح أن تكون ست طائرات أخرى شوهدت في 16 يونيو على المدرج، طائرات تزويد بالوقود («KC-135 Stratotanker») والتي تسمح بإعادة تزويد طائرات حربية أخرى بالوقود أثناء مهمات طويلة. وشوهدت ست طائرات أخرى من نموذج مشابه في صور التقطت في الثاني من مايو.

ويأتي ذلك في خضم تكهنات عن احتمال انخراط الولايات المتحدة في المواجهة غير المسبوقة المستمرة منذ خمسة أيام بين حليفتها إسرائيل وإيران.

وأفادت وزارة الدفاع الأميركية بأن حاملة الطائرات «نيميتز» التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي بدّلت وجهتها الاثنين للانتقال إلى الشرق الأوسط. كما أعادت واشنطن توجيه حوالى ثلاثين طائرة تزود بالوقود من الولايات المتحدة إلى قواعد عسكرية في أوروبا.

شاركها.
Exit mobile version