تتواصل الاستعدادات على قدم وساق في قطر لاستضافة كأس العرب 2025، والتي تنطلق بعد مائة يوم، حيث تُقام المنافسات خلال الفترة من الأول وحتى الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل بمشاركة أفضل المنتخبات العربية التي ستتوافد إلى الدوحة للتنافس على اللقب في احتفالية كروية تُعد الأكبر في العالم العربي.
من ناحيته، قال الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، وزير الرياضة والشباب ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة: «تحظى كأس العرب بمكانة مميزة في المنطقة، وتحمل أهمية خاصة لا تقتصر على مباريات كرة القدم؛ فهي منصة تجمع اللاعبين والمشجعين على حد سواء، ومنبر لترسيخ قيم الوحدة والتضامن وتعزيز مشاعر الانتماء والهوية المشتركة، كما تعكس شغف الشباب العربي بالرياضة. نفخر باستضافة البطولة للمرة الثانية، والتي تحتفي بالقيم الإيجابية التي تحملها كرة القدم العربية، وتلفت الأنظار مجدداً لقدرة الرياضة في التقريب بين الشعوب، وبناء جسور التواصل».
وأضاف: «عاماً تلو الآخر، تثبت قطر قدرات استثنائية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وتمثل كأس العرب فصلاً جديداً في هذا الإرث الرياضي الغني والمتنوع. تحمل البطولة رسالة تدعو إلى الوحدة العربية، وتمثل نافذة للتعريف بثقافتنا الأصيلة، وتراثنا العريق، ومنصة لتسليط الضوء على الإمكانات اللامحدودة للشباب العربي في مجال الرياضة وغيرها من المجالات».
وبمناسبة العد التنازلي لانطلاق البطولة، شدد مهاجم المنتخب الجزائري بغداد بونجاح على أن أهمية كأس العرب تتجاوز حدود إقامة مباريات كرة القدم، إذ اعتبرها منصة للتعريف بالثقافة العربية والإسلامية، وإبراز الهوية المشتركة لدول المنطقة. وقال اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً، والذي توّج مع منتخب بلاده بكأس النسخة الأولى في الدوحة عام 2021، إن الإنجازات التي تحققت في قطر رسخت الثقة بقدرة المنطقة على استضافة أحداث عالمية كبرى، مؤكداً أن البطولة المرتقبة ستمنح العالم فرصة جديدة لمعاينة البنى التحتية المتطورة والقدرات التي يتمتع بها الشباب العربي.
وكان بونجاح قد استعاد ذكريات فوز الجزائر بكأس العرب في النسخة الماضية، مؤكداً أن رفع الكأس في استاد البيت المونديالي بحضور أكثر من ستين ألف متفرج شكّل إنجازاً خالداً، مشيراً إلى أن المشجع الجزائري يتميز بشغفه الكبير بكرة القدم، وحرصه على مساندة المنتخب في كل مكان، وهو ما يتوقع تكراره هذا العام بحضور واسع للجماهير الجزائرية.
وتشهد النسخة المقبلة مشاركة 23 منتخباً عربياً، حيث تأهلت مباشرة المنتخبات التسعة الأعلى تصنيفاً، فيما سيتنافس 14 منتخباً على المقاعد المتبقية عبر التصفيات المؤهلة التي تُقام في الدوحة يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني).
وتُقام مباريات البطولة في ستة استادات مونديالية سبق أن استضافت منافسات كأس العالم 2022، وتتميز جميعها بسهولة الوصول عبر شبكة النقل العام الحديثة، إلى جانب توفير تجربة شاملة للمشجعين من مختلف الفئات بمن في ذلك ذوو الإعاقة. كما تأتي استضافة كأس العرب ضمن أجندة كروية حافلة في قطر هذا العام، إذ تستضيف الدولة أيضاً كأس العالم تحت 17 سنة في الفترة من الثالث وحتى السابع والعشرين من نوفمبر، على أن تعود لاستضافة البطولة الإقليمية مجدداً في عامي 2029 و2033.