البحوث العلمية واضحة: من بين أفضل الأطعمة التي يمكنك تناولها لإضافة سنوات إلى حياتك، تظهر الفاصوليا.
ووفقاً لتحليل إحصائي نُشر عام 2023 في مجلة «Advances in Nutrition»، والذي شمل أكثر من مليون شخص، كلما زادت كمية الفاصوليا التي تتناولها انخفض خطر الوفاة. وقد تبين أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 50 غراماً من الفاصوليا يومياً (أقل من نصف كوب) انخفض خطر الوفاة لديهم بنسبة 6 في المائة، مقارنة بمن لم يتناولوها. وكذلك تناول الفاصوليا بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، وكثير من أنواع السرطان.
وقالت اختصاصية التغذية تارا إم. شميت، لموقع «هاف بوست»، إن «جميع أنواع الفاصوليا تُعدُّ بروتيناً نباتياً غنياً بالألياف ومليئاً بالعناصر الغذائية المفيدة الأخرى»، مضيفة: «مهما كان نوع الفاصوليا فهي مفيدة… ومع ذلك، هناك خصائص مميزة لدى بعض أنواع الفاصوليا تجعلها تتفوق؛ خصوصاً عندما يتعلق الأمر بطول العمر».
أفضل 5 أنواع من الفاصوليا لطول العمر:
1- فول الصويا
تقول المتخصصة في الطب الوظيفي، الدكتورة أنجو ماثور، إن فول الصويا يحتوي على أعلى نسبة من البروتين بين أنواع الفاصوليا؛ مضيفة أن «البروتين والدهون غير المشبعة في فول الصويا يمدَّان الجسم بالطاقة، ويساعدان أيضاً في استقرار مستوى السكر في الدم».
وتُظهر البحوث العلمية أن الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم يدعم طول العمر؛ لأنه يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والخرف، وهي كلها حالات صحية يمكن أن تقلل من متوسط العمر.
وأشارت اختصاصية التغذية إميلي ميتشل إلى أن المحتوى العالي من البروتين في فول الصويا يساعد أيضاً في الحفاظ على الكتلة العضلية التي تنخفض بشكل طبيعي مع التقدُّم في السن.
2- الإدامامي
من أنواع الفاصوليا التي تتمنى اختصاصية التغذية نيشا ميلفاني أن يتناولها الناس أكثر لدعم طول العمر: الإدامامي. وهي ليست فول الصويا، على الرغم من أن كثيرين يعتقدون عكس ذلك! تأتي هذه الحبوب من نبتة فول الصويا نفسها، ولكنها تُحصَد في مرحلة أبكر عندما تكون النبتة أصغر سناً.
وقالت ميلفاني: «الإدامامي غنية بالبروتين النباتي والألياف، وبما أنها تُقطف طازجة فهي أيضاً مليئة بالفيتامينات، مثل الفولات وفيتامين (K) اللذين يدعمان صحة العظام وصحة القلب والأوعية الدموية».
3- الفاصوليا الحمراء
قد يكون فول الصويا -بما في ذلك الإدامامي- الأعلى في نسبة البروتين، ولكن الفاصوليا الحمراء تتصدَّر القائمة من حيث الألياف. ويؤكد جميع الاختصاصيين أن هذه ميزة مرتبطة مباشرة بطول العمر. ووفقاً لبحوث علمية شملت أكثر من 31 ألف شخص، فإن النظام الغذائي الغني بالألياف قلَّل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة تتراوح بين 24 في المائة و59 في المائة لدى الرجال، وبين 34 في المائة و59 في المائة لدى النساء.
وشرحت شميت أن الألياف الغذائية تدعم كلّاً من صحة القلب وصحة الأمعاء. وأضافت ماثور أن الألياف تساعد أيضاً في تقليل الالتهابات، وهو سبب آخر لارتباطها بطول العمر. وأشارت شميت إلى أن الغالبية العظمى من الأميركيين لا يستهلكون كمية كافية من الألياف (إذ توصي الإرشادات الغذائية للأميركيين باستهلاك ما بين 22 و34 غراماً يومياً)، لذا فإن زيادة تناول الفاصوليا الحمراء يُعدُّ طريقة ممتازة لتلبية الاحتياج؛ فالكوب الواحد من الفاصوليا الحمراء يحتوي على 46 غراماً من الألياف.
وبالإضافة إلى محتواها العالي من الألياف، أوضحت ميتشل أن الفاصوليا الحمراء غنية أيضاً بالفولات والمغنيسيوم، وهما عنصران غذائيان يدعمان ضغط دم صحياً. وهذا -كما شرحت- يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة.
4- الفاصوليا الحمراء الصغيرة
وبالحديث عن تقليل الالتهابات، فإن من الطرق الأساسية للوقاية منها أو الحد منها: تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة. وأكثر أنواع الفاصوليا احتواءً عليها هي الفاصوليا الحمراء الصغيرة. (كما أن الأنواع الداكنة الأخرى مثل الفاصوليا البينتو، والفاصوليا البحرية (Navy beans)، والفاصوليا السوداء غنية أيضاً بمضادات الأكسدة).
وقالت شميت: «مضادات الأكسدة هي جزيئات وقائية. وقد وجدت الدراسات علاقة إيجابية بين تركيز مضادات أكسدة معينة في أنسجة الجسم وبين طول عمر الثدييات».
5- الحمص
تقول ميتشل إن الحمص يُعد من الأطعمة الجيدة التي يُنصح بتناولها بانتظام لدعم طول العمر. فهو غني بالألياف والبروتين وفيتامينات «B» (الضرورية لتصنيع وإصلاح الحمض النووي، وصحة الدماغ، وصحة القلب). وكذلك الحمص مفيد لصحة الأمعاء، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي.
في الخلاصة، فإن كل نوع من الفاصوليا يتمتع بفوائد مختلفة، ولهذا يوصي الخبراء بتغيير نوع الفاصوليا التي تتناولها بانتظام. وإذا لم تكن معتاداً على تناول كثير منها، فإن ماثور تقترح البدء بحصة صغيرة فقط (ربع كوب بضع مرات في الأسبوع) حتى لا تُرهق جهازك الهضمي بسبب المحتوى العالي من الألياف في الفاصوليا. كما تشير أيضاً إلى أن غسل الفاصوليا ونقعها يجعلها أسهل في الهضم.