رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، معتبرًا أنه “قرار شجاع”.
وقال أردوغان في خطاب في اسطنبول: “ندعم مذكرة التوقيف. ونرى أن من المهم تنفيذ هذا القرار الشجاع من جانب كل الدول المعنية بالاتفاق (معاهدة روما) بهدف تجديد ثقة الإنسانية في النظام الدولي”.
“قتل المظلومين والأبرياء بوحشية”
وأضاف أن “من واجب الدول الغربية التي تعطي العالم دروسًا في القانون والعدالة وحقوق الإنسان منذ أعوام، أن تفي بوعودها على هذا الصعيد”.
وقال أردوغان: إن “الإنسانية تمر بفترة يتم فيها استنزاف جميع مؤسساتها تقريبًا وأجهزتها وخلاياها”. وذكر أن “الجهات المتمتعة بامتيازات في النظام الدولي تجر مناطق مختلفة وخاصة بالعالم الإسلامي إلى الحروب ودوامة عدم الاستقرار من أجل مصالحها الخاصة”، مضيفًا أن “العالم، وخاصة الإسلامي، يمر باختبار صعب وحصار شامل وحلقة نيران لمخططات أعدت بخبث”.
وتابع: “انظروا، في فلسطين، إلى جوارنا مباشرة، يتم قتل المظلومين والأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين بوحشية منذ 14 شهرًا”.
“تجاهل الجرائم في فلسطين ولبنان”
وأردف الرئيس التركي أن “آليات الحوكمة العالمية والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام الدولية تتجاهل الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في فلسطين ولبنان والعديد من المناطق الأخرى، ويجري تطبيق تعتيم كامل لصالح إسرائيل لمنع إدراج الفظائع على جدول الأعمال”.
وأوضح أن “الدول المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان تعمل على تأجيج الظلم بدعمها لإسرائيل بدلًا من محاولة وقف المذابح والإبادة الجماعية”.
وأفاد بأن “دماء الشهداء والجرحى الفلسطينيين لا تلطخ أيادي قاتليهم فحسب بل والذين لا يمنعون وقوع تلك الجرائم أيضًا”، مشيرًا إلى أن تركيا ستواصل جهودها الرامية لوضع القدس تحت مظلة أمن دولية بما يتوافق مع خصوصيتها.
وأضاف: “يتعين علينا كعالم إسلامي أن نضع خلافات الرأي جانبًا وأن نتخذ موقفًا مشتركًا ونتصرف كجسد واحد”.
وأردف أن من المهم أن يتم تنفيذ هذا القرار الشجاع (للجنائية الدولية) من قبل جميع الدول الأطراف في الاتفاقية من أجل تجديد ثقة الإنسانية في النظام الدولي.
وقال: “رغم كل الحملات ضدي شخصيًا والضغوط من قبل اللوبي الصهيوني ومؤيدي إسرائيل إلا أننا لم نغير موقفنا أبدًا”.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكد أردوغان مرارًا أن بلاده ستبذل “ما في وسعها لمحاسبة” رئيس الوزراء الإسرائيلي والسلطات الإسرائيلية بسبب الجرائم المرتكبة في القطاع الفلسطيني.
وسلّمت أنقرة في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الأمم المتحدة رسالة مشتركة تحمل تواقيع 52 بلدًا ومنظمتين، وتطالب بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة.
وأعلنت تركيا في الأول من مايو/ أيار الماضي انضمامها إلى دعوى “الإبادة الجماعية” التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وكان أردوغان قد قال في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيحاكم في نهاية المطاف باعتباره مجرم حرب، بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. كما انتقد أردوغان دول الغرب، بسبب دعم إسرائيل.
والخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن المقال يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة.
وفي 20 مايو/ أيار الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس/ آب الماضي من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.