شكك تقرير نشرته صحيفة “غازيتا” الروسية في ما يروجه محللون من أن الحكومة الأوكرانية باتت تخفي عن حلفائها تفاصيل الهجوم المضاد المرتقب تنفيذه ضد القوات الروسية، وذلك خشية تسريب معلومات.
وكانت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية نقلت عن مسؤولين أوروبيين على اتصال دائم بقادة عسكريين أوكرانيين قولهم إن مسؤولي كييف يلتزمون بالتحفظ بشأن تفاصيل الهجوم المضاد، بما في ذلك موعده ومكانه وعدد القوات التي ستشارك فيه.
وحسب الصحيفة الأميركية، فلا تزال أوكرانيا تتبادل بعض المعلومات الاستخباراتية الأساسية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وتمنع في الوقت نفسه الكشف عن التفاصيل المتعلقة بالهجوم المضاد وتخفيها حتى عن مجلس النواب الأوكراني.
خشية التسريبات
وصرح المحلل العسكري العقيد المتقاعد ميخائيل خودارينوك بأن أوكرانيا تبرر تحفظها بحادثة تسريب الوثائق السرية لوزارة الدفاع والمخابرات الأميركية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف خودارينوك أن القانون غير المدون لهيئة الأركان العامة يوصي بتقليص دائرة التواصل مع الأشخاص خارج الخدمة، والامتناع عن بناء علاقات مع أشخاص مشكوك فيهم، ومناقشة التخطيط للهجوم المضاد ضد القوات الروسية فقط مع زملاء العمل.
وتعليقا على منشور الصحيفة الأميركية، يستبعد خودارينوك إقامة الجيش الأوكراني اتصالات مع مسؤولين أوروبيين من دون موافقة القيادة العليا للقوات المسلحة لأوكرانيا، مستبعدا التطرق خلال هذه الاتصالات إلى مسألة الهجوم المضاد.
شكوك
وفي ما يتعلّق باعتماد أوكرانيا “حادثة التسريب المزعوم” لوثائق البنتاغون السرية مبررا لعدم مشاركة واشنطن معلومات حول الهجوم المضاد؛ أوضح تقرير “لاغازيتا” بأن المتهم بالتسريب جاك تيكسيرا لم ينشر وثيقة واحدة على الإنترنت تتعلق بالخطة المحتملة لعملية الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية، ولا خريطة مرفقة بمذكرة توضيحية، ولا جدولا زمنيا، ولا خطة لإطلاق النيران. وبناء على ذلك، فإن المخاوف بشأن التسريبات المحتملة مبالغ فيها إلى حد ما.
وأشار التقرير إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية تتحرك استنادا إلى البيانات التي يوفرها مجتمع الاستخبارات الأميركي، مبرزا أن الجيش الأوكراني أعد منذ فترة طويلة لعملية الهجوم المضاد، بما في ذلك خطط إنشاء ونشر مجموعات القوة الضاربة، والدعم الهندسي، والدعم اللوجيستي والتقني، بالتنسيق مع قيادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأورد التقرير أن الأسلحة والمعدات العسكرية المستلمة من الغرب -بما في ذلك دبابات “ليوبارد2” ودبابات “تشالنجر” والمركبات القتالية من طراز” أم 2 برادلي” وناقلات الجنود المدرعة من طراز “سترايكر”- ستكون كافية بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية لإنشاء مجموعتين من القوة الضاربة على الأقل.
وأكدت “لاغازيتا” أن الغرب لن يقبل بهزيمة أوكرانيا في الهجوم المضاد المفترض، لذلك يستميت في تزويدها بالمعلومات الاستخبارية، ومساعدتها على إنشاء نظام تحكم واتصالات، وتسليمها أسلحة حديثة ومعدات عسكرية وذخائر.