أنجز الفنان التشكيلي اللبناني منصور الهبر، لمناسبة العيد التسعين لمولد المغنية اللبنانية الكبيرة فيروز، مجموعة رسوم رقمية نُشِرت أمس (الأربعاء)، تمثّل “سفيرة لبنان إلى النجوم” بالاستناد إلى صور لها، وتنتمي إلى نوع الفن الشعبي (بوب آرت).
وترتكز هذه الرسوم إلى صور لفيروز اشتغل عليها الهبر فنيًا بواسطة برنامج التقنيات الرقمية. وأحد هذه الأعمال يضم لقطة واحدة لوجه النجمة اللبنانية، مع 90 نسخة صغيرة متفاوتة الألوان، بعدد سنوات عمر الفنانة المولودة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1934، بحسب سجلات القيد.
ويُعدّ الفنان الأميركي التشيكي الأصل آندي وارهول رائد هذا النوع من الأعمال، واشتهر برسوم بهذا الأسلوب للنجمة مارلين مونرو.
وقال الهبر (54 عامًا) إنه نفذ هذه الرسوم بطلب من صحيفة “النهار” اللبنانية، التي نشرتها الأربعاء في ملفّ خاص لمناسبة بلوغ فيروز التسعين، شاءته “تحيّةً متواضعة إلى شاعرة الحنجرة وسفيرة لبنان الروحيّ والفنّيّ والثقافيّ والإنسانيّ إلى العالم”.
وتجاوزت شهرة فيروز حدود لبنان منذ خمسينيات القرن العشرين، وجذبت معجبين من كل أنحاء العالم. وتُعدّ من آخر جيل الكبار في العصر الذهبي للموسيقى العربية في القرن العشرين.
بواسطة برنامج فوتوشوب
وأضاف الهبر: “طُلب مني أن تكون الرسوم على طريقة آندي وارهول، فأجريتُ أبحاثًا عن صور لوجه فيروز وبدأت أنفذ لها توليفًا فنيًا بواسطة برنامج فوتوشوب، ورتّبت الوجوه للوصول بالعمل إلى غايته”.
ولاحظ الهبر الذي يتولى تدريس الرسم التقليدي في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا)، أن العمل الرقمي في الفن الحديث أصبح “شائعًا جدًا”، مشيرًا إلى أن “الكمبيوتر أصبح أداة فنية، كالريشة أو سواها”.
وأضاف الهبر: “حرصت في بحثي عن صور وجه فيروز على أن يكون فيه ضوء كثير ووضوح، وعلى اختيار اللقطات التي تكون فيها الوقفة جميلة ومعبّرة عن العنفوان”.
وشرح أنه استخدم “الألوان القوية الواضحة التي تناسب وجه فيروز”، مشيرًا إلى أن “اللون الفيروزي طاغٍ على الوجوه وعلى الخلفية”، تماشيًا مع الاسم الفني “فيروز” الذي أطلقه المدير الموسيقي للإذاعة اللبنانية حليم الرومي في نهاية الأربعينيات على الشابة الموهوبة نهاد حداد.
واستخدم الهبر في رسومه الرقمية ألوانًا أخرى “كالبرتقالي، والأزرق الذي يرمز إلى الليل، والأحمر تعبيرًا عن الدفء والصوت الواضح”.
ورغم ابتعاد فيروز كليًا عن الأضواء منذ سنوات وتوقّفها عن إحياء حفلات، لا يزال صوتها الاستثنائي، باعتراف خبراء عالميين، يرافق ملايين الأشخاص عبر العالم، هي التي غنّت للحب والوطن والحرية والقيم.
وشكّلت فيروز مع المؤلفين الموسيقيين الأخوين عاصي ومنصور الرحباني اعتبارًا من مطلع الخمسينيات، ثلاثيًا بات نتاجه الفني جزءًا لا يتجزأ من تراث لبنان، من خلال مجموعة واسعة من الأعمال الغنائية والمسرحية والأفلام السينمائية التي جمعت بين الألحان الشرقية والفولكلور اللبناني والأنغام الغربية.