بعد فترة من الغياب، أصدر المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة بيانًا على موقع تلغرام معلنًا مقتل أسيرة إسرائيلية جراء القصف الإسرائيلي شمالي القطاع، مؤكدًا وجود خطر محدق بأسيرة أخرى كانت بصحبة الأسيرة القتيلة.
وأضاف أبو عبيدة أن “نتنياهو وحكومته وقادة جيشه يتحملون المسؤولية الكاملة عن حياة أسراهم، وأن عليهم أن يستعدوا للتعامل مع معضلة اختفاء جثث أسراهم القتلى بسبب التدمير الواسع واستشهاد بعض الآسرين”.
وجاءت تصريحات أبو عبيدة في وقت كشف فيه موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أبلغ الرئيس الإسرائيلي أن تأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين “قضية ملحة”.
وأضاف الموقع أن عائلات المحتجزين الإسرائيليين تعول على ترمب لإقناع نتنياهو بإنهاء الحرب مقابل صفقة تبادل مع حماس.
في غضون ذلك، تواصل عائلات الأسرى والمحتجزين المظاهرات الاحتجاجية في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بصفقة تبادل.
بالمقابل، قالت مصادر إسرائيلية، إن حركة حماس “تخلت” عن مطلب إنهاء الحرب على غزة، وإن الأمور أقرب إلى الاتفاق أكثر من أي وقت مضى منذ الصفقة، بينما أكد موقع “أكسيوس” أن مفاوضات تبادل الأسرى عالقة منذ ثلاثة أشهر بين حماس وإسرائيل.
“تعويل على ترمب”
وفي هذا السياق، صرّح مهند مصطفى، الباحث في مركز مدى الكرمل، بأن “نشر الإعلام الإسرائيلي أخبار الأسرى يدل على أن هذا الملف بات القضية الأساسية في إسرائيل، ولم يعد هناك عذر أمني أو عسكري يمكن أن يمنع إتمام صفقة تبادل”.
وأشار مصطفى في حديثه للتلفزيون العربي من أم الفحم، إلى أن “هناك مطالبات داخل إسرائيل بوقف الحرب للتوجه نحو صفقة تبادل”، مؤكدًا أن “إطالة الحرب في غزة تهدف فقط إلى تحقيق المصالح السياسية لليمين الإسرائيلي المتطرف على حساب المحتجزين”.
وأضاف: “اليوم، توجد قطاعات داخل إسرائيل تؤيد وقف الحرب من أجل إتمام صفقة تبادل، حيث إن إطالة الحرب لم تعد مرتبطة بتحقيق الأمن القومي الإسرائيلي”.
وقال مصطفى: إن “نتنياهو لن يوقف الحرب إلا إذا كان هناك تصور سياسي لليوم التالي للحرب يتوافق مع تصوراته السياسية”.
وأشار إلى أن “اليمين المتطرف في إسرائيل يعتقد أن رؤية ترمب لبناء شراكات اقتصادية في المنطقة تبدأ بوقف الحرب في غزة ولبنان”.
وأضاف: “ومن هنا، يمكن فهم توجه عائلات المحتجزين الإسرائيليين إلى ترمب للضغط على نتنياهو لتمرير الصفقة”.
“تخفيف شروط حماس”
من جانبه، رأى أمجد جبريل، الباحث في العلاقات الدولية، أن “إسرائيل تهدف لتكثيف الضغط على حركة حماس بحيث تتنازل عن كل مطالبها ليس فقط وقف الحرب وأن تخفف شروطها بما يتعلق بشروط التبادل بالإفراج عن أسرى فلسطينيين ذوي محكوميات عالية”.
وأضاف جبريل في حديث للتلفزيون العربي من اسطنبول، أن “إسرائيل تمارس ضغطًا على الولايات المتحدة للضغط على داعمي حماس لإضعاف الموقف التفاوضي للحركة”.
ولفت جبريل، إلى أن “واشنطن لن تمارس ضغطًا على إسرائيل في سياق ملف تبادل الأسرى”.
ويردف: “نتنياهو لن يسمح بتمرير الصفقة كون ذلك يعني نهاية حياته السياسية وربما بداية لمحاسبته وخاصة بعد صدور مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو ويوآف غالانت وزير الحرب السابق”.
“الهدية لترمب”
من ناحيته، رأى بيتر روف، كبير المحررين في صحيفة “نيوزويك”، أن “لا صفقة محتملة للأسرى بغزة قبل وصول ترمب إلى السلطة”.
وأضاف روف في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن أن “تعنت نتنياهو سوف ينخفض مع قدوم ترمب، ولن يهدي نتنياهو هذه الصفقة لبايدن”.
وأشار روف إلى أن: “ترمب ونتنياهو هم حلفاء طبيعيون وقد شهدت ولاية ترمب الأولى اتفاقات أبراهام لأنها أرست آفاقًا للسلام الإقليمي”، وفق تعبيره.