أكّدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مساء الأحد، على أن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى، لكنها لن تقبل بأية تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين بالقطاع وضمان عودتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار.
وأفاد القيادي في الحركة سامي أبو زهري، في مؤتمر صحافي بأن “وقف العدوان وإنهاءه يمثل لنا الأولوية القصوى، ولن نقبل بأية تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة أبناء شعبنا، وضمان إعادتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار الكامل لكل مرافق الحياة”.
“جرائم ضد الإنسانية”
وأشار إلى أنه “لليوم 415 يواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة، في أبشع حرب عدوانية، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا”.
وتابع: “الإبادة، لم تكن لتستمر فصولها الوحشية لولا الدعم الغربي وخاصة الأميركي، بالمال والسلاح، والدعم السياسي والإعلامي، وتبرير جرائم الاحتلال والتغطية عليها، وتعطيل أي دور لمجلس الأمن لوقف حرب الإبادة، ويتزامن هذا مع الموقف العربي والإسلامي الرسمي الذي يتصف بالضعف أو الخذلان”.
وأضاف “نجري أوسع حملة مع المنظمات الدولية والإقليمية والدول الصديقة، من أجل الدفع بالإغاثة العاجلة لشعبنا، والتخفيف من حدة معاناته مع دخول فصل الشتاء، ونعمل بشكل حثيث لحشد كل الجهود المؤسساتية الشعبية والرسمية لتحقيق ذلك”.
ولفت أبو زهري، إلى أن “الاحتلال يتوهم أنه عبر ارتكابه المزيد من المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري قادر على تحقيق أهدافه العدوانية على أرض قطاع غزة، فهذه الأرض كانت وستبقى فلسطينية عصية على الاحتلال ومخططاته”.
كما أشار إلى أن “سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال هي من أبشع أدوات الإبادة الجماعية، وأن تقييد دخول المساعدات وسرقتها وتوفير الحماية لعصابات منظمة تعمل تحت إمرته لسرقتها وفرض إتاوات، يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”.
وقال أبو زهري فيما يتعلق بالقطاع الصحي إن “جرائم الاحتلال ضد القطاع الصحي في غزة، بما في ذلك قصف مستشفى كمال عدوان واستهداف الأطقم الطبية والمرضى، تعد جرائم حرب تهدف إلى تدمير مقومات الحياة وتهجير شعبنا، وآخرها محاولة اغتيال مدير المستشفى حسام أبو صفية، لإرهاب العاملين ومنعهم من أداء واجبهم الإنساني”.
ومساء السبت، أصيب مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية، في استهداف من الطائرات المسيرة الإسرائيلية للمستشفى في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
إلى ذلك، حمّل أبو زهري، الإدارة الأميركية “المسؤولية الكاملة عن المجازر والجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد شعبنا”، ودعاها إلى “الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه فورًا”.
أما بشأن الاستيطان، فاعتبر أن “تصعيد حكومة الاحتلال لسياسة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة يعد استمرارا للإجرام الصهيوني وانتهاكا للقرارات الدولية”.
رفض للعقوبات الأميركية
وأضاف أن “المشاريع الاستيطانية لن تغير حقائق التاريخ مهما بلغت قوة الاحتلال وإجرامه”. كما استنكر أبو زهري، فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قيادات في الحركة.
والثلاثاء، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية، أسماء 6 من قياديي حركة حماس على قائمة العقوبات وهم: باسم نعيم، وغازي حمد، وعبد الرحمن غنيمات، ومحمد نزال، وسلامة مرعي، وموسى داود محمد، ووصفت عملها بـ”الإرهاب”.
ودعا أبو زهري، منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى “ترجمة قرارات القمة العربية والإسلامية المشتركة في الرياض إلى خطوات عملية لوقف العدوان، وإدخال المساعدات، وإعادة إعمار غزة”.
ودعا القيادي بـ”حماس” أحرار العالم إلى جعل أيام 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وحتى 1 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، أيامًا للفعاليات التضامنية والمظاهرات الحاشدة في كل المدن والعواصم، للمطالبة بوقف العدوان على غزة ولبنان.