عاش فريق ريال مدريد، أمس الأربعاء، واحدة من أسوأ لياليه في دوري أبطال أوروبا، حيث تلقى هزيمة أمام مضيفه ليفربول بهدفين نظيفين، وسط أداء مخيب لكبار نجومه، وأولهم كيليان مبابي، الأمر الذي عرض صاحب أكبر عدد من الألقاب في البطولة لخطر الإقصاء من الدور الأول في النسخة الجديدة من كأس “ذات الأذنين”.
وسجل أليكسيس ماك أليستر، وكودي غاكبو في الشوط الثاني ليفوز ليفربول 2-0 على ضيفه ريال مدريد، ويستعيد صدارة دوري أبطال أوروبا، بعد أن حقق أول انتصار له على ضيفه الإسباني منذ 15 عامًا.
وكان ليفربول متفوقًا للدرجة التي تمكن فيها من تحمل ترف إهدار محمد صلاح لركلة جزاء، بشكل نادر الحدوث، والتي احتسبت بين هدفي فريقه، ليحقق الفريق الإنكليزي فوزه الخامس من خمس مباريات، محتلًا الصدارة بفارق نقطتين عن أقرب مطارديه في ظل الشكل الجديد للبطولة.
“لا مدريد ولا مبابي”
وفي أمسية سيئة للفريق الإسباني، الذي يحتل الآن المركز 24 في مرحلة الدوري التي تضم 36 فريقًا، كان كيليان مبابي مقيدًا بشكل جيد من قبل لاعبي ليفربول، وأهدر أيضًا ركلة جزاء كانت ستمنح التعادل لريال على عكس سير اللعب في الشوط الثاني.
وتعرض مبابي لانتقادات كبيرة في إسبانيا بعد تلك المباراة، حيث شنت الصحف في مدريد هجومًا على النجم الفرنسي الذي كان التعاقد معه حلمًا بالنسبة لجماهير النادي الملكي. فقالت “ماركا”: إن أحدًا لم يتوقع أبدًا هذه النسخة من مبابي، أما “آس” فعنونت غلافها بعبارة: “لا مدريد ولا مبابي”، حيث فقد العديد من الكرات وبدا شبه تائه في المباراة.
على المقلب الآخر، كانت المباراة فرصة لتألق لاعب الوسط الأرجنتيني ماك أليستر، الذي كان نجم اللقاء الأول، والذي صرح بالقول بعد صافرة النهاية: “من الرائع أن تسجل دائمًا، عندما تلعب أمام فرق مثل ريال مدريد، لكن الشيء الأكثر أهمية هو أننا فزنا بالمباراة. أعتقد أن ذلك جاء بطريقة جيدة حقًا. سيطرنا على المباراة، وكنا نستحق ذلك”.
عصا “آرني سلوت”
واستمرت نتائج المدرب أرني سلوت الرائعة مع ليفربول، فإلى جانب سجله الخالي من الهزائم في دوري أبطال أوروبا، يتصدر الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق ثماني نقاط، ويمكنه الابتعاد بفارق 11 نقطة إذا تفوق على مانشستر سيتي مطلع الأسبوع المقبل.
ولم يتمكن ليفربول من الفوز على ريال مدريد منذ عام 2009، إذ فشل في الفوز بأي من مبارياته الثماني السابقة بما في ذلك تلقيه لهزيمتين مؤلمتين في النهائي.
وقال كويمين كيلير، حارس ليفربول: “إنها نتيجة كبيرة، كانت مباراة مهمة بالنسبة لنا. لقد تفوق علينا (ريال مدريد) في المرات القليلة الماضية بدوري الأبطال لذا أردنا القدوم إلى هنا الليلة وتقديم مثل هذا الأداء الرائع”.
وكان تصديه لركلة جزاء مبابي، الذي بدا مفتقرًا للثقة، عاملًا مؤثرًا في نتيجة اللقاء. وقال حارس ليفربول: “لا أنظر إلى اللاعب كثيرًا (قبل أن يسدد)، كنت واثقًا من نفسي ولحسن الحظ اتجهت للزاوية الصحيحة مرة أخرى”.
وتجاوز سلوت التوقعات في الفترة الانتقالية التي تلت توليه المهمة خلفًا لسلفه الشهير يورغن كلوب، إذ جلب المزيد من الهدوء والسيطرة على أداء ليفربول مع الحفاظ على الضغط المتقدم، الذي لا هوادة فيه وأسلوب الهجوم القوي.
وقال سلوت عقب اللقاء: “تعلمون مدى أهمية اللعب أمام فريق فاز بدوري أبطال أوروبا عدة مرات. لقد كان هذا الفريق مصدر ألم لليفربول لسنوات عديدة أيضًا. وأعتقد أن الفوز بمباراة دائمًا ما يمثل أمرًا جيدًا، خاصة عندما تكون مباراة كبيرة كهذه، لأنك تواجه العديد من اللاعبين المميزين، نحن لم نلعب سوى خمس مباريات في البطولة بنظامها الجديد، ونحن سعداء بما وصلنا إليه، لكننا لن ننجرف وراء ذلك”.
“الملعب الأصعب”
وكان من الممكن لأصحاب الأرض أن يحسموا المباراة في الشوط الأول، حيث سنحت لداروين نونيز ثلاث فرص رائعة، لكن كورتوا كان في حالة رائعة. وتعالت أكبر الهتافات في الشوط الأول عندما قام الظهير الأيمن برادلي، بتدخل مذهل لوقف انطلاقة مبابي نحو المرمى.
وفي الشوط الثاني، بعد أن تصدى كيلير لركلة جزاء ضعيفة نفذها مبابي، أثار صلاح المزيد من صيحات الجماهير، عندما أرسل ركلة الجزاء في القائم قبل أن تذهب الكرة إلى خارج الملعب.
ويواجه كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد صعوبات في دوري أبطال أوروبا، إذ خسر فريقه الآن ثلاث من مبارياته الخمس في البطولة. واعترف انشيلوتي بذلك قائلًا: “أعتقد أنه لكي أكون صادقًا تمامًا معكم، كانت نتيجة عادلة. ليفربول يستحق الفوز. لديهم آلية عمل جيدة حقًا في الوقت الحالي”. وأضاف: “أنفيلد هو الملعب الأصعب في أوروبا حالياً”.
وحول أداء مبابي قال أنشلوتي: “هناك دواء وهو الصبر، عليك أن تستمر بالعمل وكل شيء سيصبح أفضل”. أما لدى سؤاله حول طريقة اللعب التي اختارها، قال المدرب الإيطالي: “لست نادمًا على أي شيء”.
وبدا جيدًا تأثر النادي الملكي بغياب جناحه وهدافه في المسابقة القارية الدولي البرازيلي فينيسيوس جونيور (4 أهداف) بسبب الإصابة، فيما لم يتمكن المخضرم الكرواتي لوكا مورديش من مجاراة خط وسط ليفربول، الذي تحرك بسرعة، وغابت موهبة التركي أردا غولر عن الملعب، قبل أن يستبدله أنشيلوتي في مباراة لم يسدد فيها ريال مدريد صاحب الألقاب الـ15 إلا تسديدتين ضمن العارضات الثلاث لليفربول.