مع استمرار سريان وقف إطلاق النار، حدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التاسع من يناير/ كانون الثاني المقبل، موعدًا لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وبينما دعا بري السفراء إلى حضور جلسة انتخاب الرئيس، أوضح أن مهلة الشهر هي للتوافق الداخلي.
وتأتي الخطوة الأخيرة انسجامًا مع التعهد الذي قطعه بري للمبعوث الأميركي آموس هوكستين خلال زياراته الأخيرة إلى لبنان، بإنجاز هذا الاستحقاق فور الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار.
تحديد موعد انتخاب رئيس للجمهورية
وبالتزامن مع تحديد موعد انتخاب رئيس للجمهورية، جدّد مجلس النواب تمديد مهام قائد الجيش جوزيف عون، والذي يعد أحد أبرز المرشحين لشغل منصب الرئاسة اللبنانية حاليًا، والأبعد عن قائمة المفضلين لدى حزب الله وحركة أمل.
وكانت الجلسة الرابعة عشر لانتخاب رئيس للجمهورية قبيل طوفان الأقصى، قد شهدت منافسة شرسة بين سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله، وجهاد أزعور المدعوم من القوى المسيحية والمعارضين.
إلا أن أمين عام حزب الله نعيم قاسم قال في خطابه الأخير: إن “الحزب سيشارك في انتخاب رئيس جديد، وسيمد يده إلى اللبنانيين”، في دلالة على أن الحزب لن يعرقل انتخاب الرئيس.
كل ذلك يأتي بعد ساعات فقط من وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت للدفع باتجاه حل الأزمة السياسية اللبنانية، بحسب بيان الإليزيه، واضعًا نصب عينيه أولوية انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة وسد الفراغ في معظم المؤسسات، وضرورة تنفيذ إصلاحات واسعة.
وكان لودريان قد اجتمع في قصر الصنوبر بنواب المعارضة المسيحية، ثم بكتلة نواب مستقلين، وبعدهم بالأحزاب. وكل ذلك بقصد حثّهم على ترك خلافاتهم جانبًا، والذهاب إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وفق وسائل إعلام فرنسية ولبنانية.
“لا علاقة بين التمديد لعون وانتخاب رئيس”
من جهته، أشار الكاتب الصحفي قاسم قصير إلى أن حزب الله كان قد أكد على العلاقة الجيدة مع الجيش اللبناني، وأن التمديد لجوزيف عون هو ضرورة، نظرًا لأهمية الجيش في هذه المرحلة.
وفي حديث للتلفزيون العربي من بيروت، نفى قصير وجود علاقة بين التمديد لقائد الجيش وانتخاب رئيس للجمهورية، لأن انتخاب الرئيس له مسار آخر.
وفيما رأى أنه سيتم التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية هذا الشهر، قال قصير: “على الأغلب لن يكون العماد جوزيف عون”، مشيرًا إلى وجود شخصيات عديدة مطروحة لرئاسة الجمهورية.
وأكد أن حزب الله يوافق على أي أمر يمكن الاتفاق عليه، لأن لا يوجد لديه أي تحفظ على انتخاب رئيس للجمهورية.
“حزب الله أعطى إشارة إيجابية”
من جهته، رأى المحلل السياسي والكاتب الصحفي جورج العاقوري، أن مسألة التمديد لقائد الجيش اللبناني لا علاقة لها بانتخاب رئيس للجمهورية.
وأشار في حديث للتلفزيون العربي من بيروت، إلى أن حزب الله أعطى اليوم إشارة إيجابية، وهو يرحب بالجيش عبر قائده.
وأضاف العاقوري أن “المطلوب هو رئيس يكون رجل دولة يحمي ظهر اللبنانيين جميعًا، ولا يحمي حزب الله أو غيره من الأطراف، ويستطيع أن يواكب المرحلة”.
وتابع أن من واصفات رئيس الجمهورية أن “يتمتع بالأهلية والثقة، في ظل وجود ملفات شائكة جدًا”.
“دور أساسي للجيش اللبناني”
بدوره، أوضح مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق توماس واريك، أن اتفاق وقف إطلاق النار يطالب بدور أساسي للجيش اللبناني في جنوب البلاد.
وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أشار واريك إلى “ملاحظة أحداث” وصفها بـ”البسيطة”، في الإشارة إلى الخروق الإسرائيلية، لافتًا إلى أن هذه الأحداث تعطل الانتقال السلمي للعمليات.
وتابع أن “الجيش اللبناني بحاجة إلى مساعدات، كما اقتصاد البلاد”.
وعبّر عن أمله بأن يكون هناك تطبيق ومراقبة أكبر لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.