اعتبرت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الخميس، أن الوقت حان لإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع في مقابل عودة المحتجزين في القطاع، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس مستعدًا لهذا الأمر.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: “لضمان عودة الرهائن إلى ديارهم، يتعين على نتنياهو أن ينهي الحرب في غزة ويأمر الجيش بالانسحاب من القطاع. ولكن نتنياهو ليس مستعدًا للقيام بذلك”.
وذكّرت بأن نتنياهو أعلن في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع، أنه لن يوافق على “صفقة رهائن تنهي الحرب طالما بقيت حماس في السلطة في غزة”.
وأضافت: “فضلًا عن ذلك، هناك نقاط خلاف إضافية قد تؤدي إلى نسف حتى الاتفاق الجزئي: الانسحاب الكامل من معظم محور صلاح الدين على الحدود بين غزة ومصر، ومسألة مروان البرغوثي (القيادي بحركة فتح والمعتقل في إسرائيل) وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، لذا فإن الالتزام الذي يعبر عنه نتنياهو ليس أكثر من مجرد كلام”.
وتابعت: “في الواقع عاد فريق التفاوض الإسرائيلي من قطر، وما زالت عائلات الرهائن تتساءل عما إذا كانت المحادثات قد انهارت، أو ما إذا كان عليهم وأحبائهم الذين يقبعون في الأسر أن يستمروا في المعاناة حتى يؤدي دونالد ترمب اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل”.
ورأت الصحيفة، أنه في كل مرة تظهر فيها أي آمال ملموسة في التوصل إلى اتفاق، تظهر متغيرات جديدة، سواء كانت محور صلاح الدين أو تنصيب ترمب، التي تبرر المزيد من التأخير.
مخاوف نتنياهو
ودأب نتنياهو منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرًا، على المراوغة فيما يتعلق بمفاوضات تبادل المحتجزين مع حركة حماس، وانتهج سياسة رفع سقف التفاؤل في كل مرة، ثم العودة لنقطة الصفر.
واعتبرت الصحيفة أن “السبب الحقيقي وراء عدم رغبة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق هو خوفه من أن يؤدي وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى تحطيم ائتلافه” أي إسقاط الحكومة الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أنه “يجب علينا أيضًا ألا ننتظر ترمب لإتمام الصفقة مع حماس”.
“حد للكابوس”
وقالت: “أظهر نتنياهو أنه عندما يريد حقًا التوصل إلى اتفاق، فإنه سيفعل ذلك حتى على حساب إنهاء الحرب والعودة إلى الوضع الراهن قبل الحرب، حتى لو كان بعيدًا عن المثالية، كما فعل مع لبنان”.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: “لقد حان الوقت لوضع حد لهذا الكابوس بإنهاء الحرب في غزة مقابل عودة كافة الرهائن”.
واتهم مسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، بالإدلاء بتصريحات تضر بمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”.
وأمس الأربعاء، قال كاتس، خلال زيارة لمحور صلاح الدين على الحدود مع مصر: إن “السيطرة الأمنية على غزة ستبقى في أيدي إسرائيل، وستكون هناك مساحات أمنية ومناطق عازلة ومواقع سيطرة بالقطاع”.
وكشفت حماس الأربعاء أن “شروطًا جديدة” وضعتها إسرائيل أدت إلى تأجيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكنها وصفت المفاوضات المتواصلة في العاصمة القطرية الدوحة بأنها “جديّة”.
وقالت الحركة في بيان إن “مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة”.
وفي تعقيبه على العراقيل الإسرائيلية، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أمس الأربعاء، إن “نتنياهو لا يريد حقًا التوصل إلى صفقة لإعادة المختطفين”.