يعتبر تصنيف الأطفال سياسيًا مخالفٌ لحقوق الطفل على الصعيد النظري. أمّا عمليًا، فالأطفال لا يمكنهم ممارسة حقوق سياسية كالانتخاب وغيره، فضلًا عن الاستضافة في برامج سياسية على الهواء مباشرة.
لكن الأمر لم يعد كذلك في لبنان، حيث تسبّبت استضافة أطفال لا تتجاوز أعمارهم اثني عشر عامًا على الهواء لنقاش سياسي في ضجة كبيرة في البلاد.
فقد استضافت الإعلامية اللبنانية كارين سلامة الأطفال في برنامج مسجل بثته قناتي “الجديد” و”إل تي في”.
تحرك القضاء اللبناني ووزارة الإعلام
وعقب الضجة الكبيرة التي خلفتها الحلقة، سارع وزير الإعلام اللبناني، زياد مكاري إلى التحرك، فأجرى اتصالًا بإدارة القناة، مؤكدًا على ضرورة حماية الأطفال، بما يراعي مشاعرهم ويواكب اهتماماتهم العمرية، من دون إقحامهم في المجال السياسي.
كذلك تحرك القضاء اللبناني بناء على إخبار مقدم من جمعيات تـعنى بالأطفال، وأحال الملف إلى المراجعِ القانونية المختصة لاتخاذ القرار المناسب، وفق ما شارك الإعلامي جو معلوف عبر صفحته.
القناة التلفزيونية تعتذر عن مضمون الحلقة
من جهتها، اعتذرت إدارة قناة “الجديد” عن مضمون الحلقة، موضحةً أنّها كانت قد حذفت الحوار، لكنّ إهمالًا وظيفيًا وقع ودفع بعرض المقطع المحذوف، وأنّها تُجري تحقيقًا لمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
أما مقدمةُ البرنامج كارين سلامة، فكتبت على موقع “إكس”: “مع احترامي لكل الآراء اللي تفاعلت مع أول حلقة من برنامج mini mafia، وخصوصًا اللي اعترضت وزعمت إنو الهدف استغلال الأطفال بقول إذا فعلاً أساءت الحلقة للأطفال فأنا بعتذر، أما إذا الحقيقة بتجرح لأنو الأطفال فضحوا المجتمع اللي ربّاهم على ثقافة رفض الآخر فهيدي مسؤولية المجتمع وخصوصًا الأهل مش مسؤولية إعلامية أو فريق عمل”.
جدل على مواقع التواصل الاجتماعي
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بما احتوته الحلقة. إذ كتب فادي غصن: “إذا طفل حاشيين براسو هيك أفكار شو بتتوقعوا مستقبل هذا الطفل وشو ممكن يقدم للبلد الذي يحويه؟”
أما ندى، فلا ترى مشكلة في البرنامج، وتقول: “مخيفٌ تفكيرُ الأطفال أو بالأحرى مخيفةٌ أدلجتهم، البرنامج جميل والفكرة مبتكرة وممتعة وقيادتك لدفة الحوار بارعة”.
وقد شارك الكوميدي قاسم جابر صورة الطفلين بعد أن انتهت الحلقة والتقط صورة سوية وكتب متهكمًا: “ستنتهي الحرب ويتصافح القادة”.
أما علي غادر فكتب، وضعنا كل الحق على الجديد ونسينا أن الخطأ الأكبر يقع على الأهل الذين يربون أولادهم على الكره والطائفية والتحزب.. الجديد أضاءت على الخطأ ليس أكثر”.