سحب رئيس “تيار المردة” في لبنان سليمان فرنجية، مساء الأربعاء، ترشحه لانتخابات الرئاسة، ودعم ترشيح قائد الجيش جوزيف عون للمنصب.
وقال فرنجية عبر بيان: “أما وقد توافرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن سحب ترشيحي الذي لم يكن يومًا هو العائق أمام عملية الانتخاب”.
وأضاف: “انسجامًا مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة، فإنني داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى (رئاسة الجمهورية)”.
وتمنى فرنجيه لـ”مجلس النواب التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية”.
ولا يفرض الدستور اللبناني الترشّح للانتخابات الرئاسية في البلاد، وبذلك تتوزع الأسماء المتداولة لهذا المنصب، بين من رشّح نفسه أو من رشحته الكتل النيابية، أو حتى من يعدّ صاحب حظوة داخليًا وخارجيًا، وبالتالي طرح اسمه في القائمة المتداولة.
واعتبر فرنجية من أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية، وحظي بدعم علني كبير من حزب الله وحركة أمل، حتى إن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن مرارًا أن فرنجية هو مرشح الحزب الأوحد.
لكن حظوظ فرنجية الذي حصل في آخر جلسة انتخابية على 51 صوتًا، تراجعت مع اغتيال نصر الله وسقوط نظام الأسد، بحسب كثير من المراقبين.
تعزيز حظوظ عون
إلى ذلك، يعزز انسحاب سليمان فرنجية فرص قائد الجيش للفوز بالمنصب خلال جلسة يعقدها البرلمان صباح الخميس لانتخاب رئيس جديد، والتي يأمل كثيرون أن تضع حدًا لأزمة الشغور الرئاسي المستمرة منذ أكثر من عامين.
ويمتلك “تيار المردة” 4 نواب في البرلمان اللبناني الذي يضم إجمالي 120 نائبًا.
وعقب سحب فرنجية ترشحه لانتخابات الرئاسة لم يعد هناك مرشحون رئيسيون للمنصب باستثناء عون.
ورغم أن معظم الكتل النيابية الكبرى لم تعلن موقفها النهائي أو مرشحها بعد، فإن بعض الكتل المستقلة والأحزاب بدأت في حسم خياراتها.
ودعم ترشح عون للمنصب كل من “الحزب التقدمي الاشتراكي” بزعامة وليد جنبلاط، والذي يمتلك 8 نواب من إجمالي 128 نائبًا، وكتلة “الاعتدال الوطني” (6 نواب مستقلين) وكتلة “التوافق الوطني” (5 نواب مستقلين).
فيما علمت وكالة “الأناضول”، من مصدر مقرب من حزب “القوات اللبنانية” أن الكتلة النيابية للحزب المعروفة باسم “الجمهورية القوية” (19 نائبًا)، ستجتمع مساء الأربعاء، للإعلان رسميًا عن دعمها لترشيح قائد الجيش للمنصب.
ويعني هذا تراجع رئيس الحزب سمير جعجع، عن الترشح للمنصب لصالح التوافق الوطني، وفق المصدر ذاته.
“حزب الله لم يتخذ موقفًا بعد”
ومن ضمن الكتل النيابية البارزة التي لم تُعلن عن موقفها بعد كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لـ”حزب الله” (15 نائبًا)، وكتلة “التنمية والتحرير” التابعة لـ”حركة أمل” (15 نائبًا) حليفة “حزب الله”.
وفي هذا الصدد، قال النائب أيوب حميد، عن كتلة “التنمية والتحرير” في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن الكتلة لم تتخذ موقفًا نهائيًا بعد، لكنه أكد أن كتلته تفضل التوافق، وأنها ستتخذ موقفًا موحدًا مع “حزب الله”.
في المقابل، يبقى “التيار الوطني الحر” بزعامة جبران باسيل، في موقف معارض لترشيح عون للرئاسة، حيث أكدت كتلته البرلمانية المعروفة باسم “لبنان القوي” (13 نائبًا) رفضها القاطع لدعم قائد الجيش للمنصب.