نقلت وكالة “رويترز” عن “مصدر مسؤول في حماس” اليوم الثلاثاء، أن الحركة لم تسلم حتى الآن ردها على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في قطاع غزة، لأن إسرائيل لم تسلم حتى اللحظة الخرائط التي ستوضح المناطق التي ستنسحب إليها قواتها.
وأضاف المصدر أن “هذه الخرائط تشمل الانسحاب من محور نتساريم وذلك لتأمين عودة النازحين إلى بيوتهم، وكذلك الانسحاب من ممر صلاح الدين على الحدود مع مصر، وأيضًا الانسحاب من جباليا في شمال قطاع غزة ورفح في الجنوب”.
وكانت حركة حماس قد أعلنت اليوم، أن الاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى يصل إلى “مراحله النهائية”، وسط استمرار المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة.
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
واليوم الثلاثاء، استأنف مفاوضون في الدوحة محادثات رامية لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب على غزة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي، أن المفاوضات وصلت مرحلة “التفاصيل النهائية”، مؤكدًا أنها بلغت “أقرب نقطة” لإعلان اتفاق.
والتقدم في مفاوضات الهدنة المحتملة، جاء بعد ضغوط شديدة مارسها مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال “اجتماع متوتر” بينهما السبت، وفق ما ذكره موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري يوم الإثنين.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة، فإن القناة “12” الإسرائيلية ذكرت أن من المتوقع أن يصدر رد حماس خلال الساعات القليلة المقبلة، وفي أقصى تقدير سيكون خلال اليومين المقبلين.
وأضاف أن إسرائيل، وبحسب القناة الإسرائيلية، ستعمل خلال هذه الفترة على بدء الاستعدادات المتعلقة بالاتفاق، حيث يتم تمريره في إسرائيل الخميس أو صباح يوم الجمعة سواء في الكنيست أو الحكومة، وطرحه أمام المحكمة العليا.
وأشار مراسلنا إلى أن تل أبيب ستعمل بعد ذلك على تنفيذ الاتفاق صباح يوم الأحد، بوقف إطلاق النار والإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
نتنياهو: الإعلان عن الصفقة بغزة خلال أيام أو ساعات
بالمقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن الإعلان عن الصفقة المحتملة مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة “مسألة أيام أو ساعات”.
جاء ذلك خلال لقائه بعائلات أسرى إسرائيليين بغزة، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، بينها القناة 12 وصحيفة “يديعوت أحرونوت”.
ورغم رفضه مقترحات سابقة، ادعى نتنياهو استعداده لوقف إطلاق نار “طويل الأمد” في غزة شرط إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
ومناورًا كعادته بعد كل اقتراح، قال نتنياهو: إن الإعلان عن الصفقة المحتملة “مسألة أيام أو ساعات، ونحن ننتظر رد حماس، وبعد ذلك يمكننا أن نبدأ على الفور”، بينما قالت الحركة في وقت سابق اليوم، إن الاتفاق المحتمل وصل إلى “مراحله النهائية”.
ورغم ذلك، ادّعى نتنياهو أن “حماس لم ترد حتى الآن، وكل ما يدور في الساحة مجرد تكهنات، وبمجرد دخول الرئيس (الأميركي المنتخب دونالد) ترمب (للبيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري)، ستتغير قواعد اللعبة بشكل جذري”.
ومستبقًا الصفقة التي لم تبصر النور بعد، توعّد نتنياهو بأن “أي انتهاك لوقف إطلاق النار (من قبل حماس) سيقابل برد قاس وقوي ونوع من القتال لم نشهده بعد”، على حد وصفه.
نتنياهو يعقد مشاورات أمنية “عاجلة” بشأن الصفقة
وفي سياق متصل، تعقد مشاورات بشأن الصفقة المرتقبة مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بمشاركة الوفد الإسرائيلي في الدوحة، وفق مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قد أشارت إلى أن “فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة سيطلع نتنياهو الليلة في مكالمة فيديو مشفرة على مستجدات المحادثات” في العاصمة القطرية.
وأضافت أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيجري مكالمة فيديو مع نتنياهو، ضمن مشاورات أمنية يعقدها رئيس الوزراء بشأن الصفقة.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي، فإن هذه المشاورات توصف في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها طارئة، وتهدف إلى معرفة آخر التفاصيل المتعلقة بالمفاوضات في الدوحة.
وأضاف دراوشة أن نتنياهو التقى اليوم بعدد من الوزراء المعارضين، أبرزهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من أجل إقناعهم بأهمية هذا الاتفاق.
وأوضح أن هذه الإجراءات تذكر بتلك التي اتخذها نتنياهو عشية الاتفاق مع لبنان، عندما اجتمع بقادة رؤساء السلطات المحلية عند الحدود اللبنانية وأقنعهم بأهمية الاتفاق حينذاك.
وبيّن مراسلنا أن نتنياهو يواجه هذه المرة معارضة أكبر من قِبل أقصى اليمين في إسرائيل، خصوًصا من الجهات التي كانت تروج خلال الفترة الماضية لبناء مستوطنات، تحديدًا شمالي قطاع غزة.
وأشار إلى وجود غضب كبير باتجاه الرئيس الأميركي المنتخب، لافتًا إلى أن إسرائيل “مصدومة” من تعامل ترمب مع هذا الملف، وكيف أجبر إسرائيل بتعبير عدد كبير من الصحافيين اليمينيين الإسرائيليين على قبول هذه الصفقة.