سجلت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة ارتفاعاً قوياً، خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي في الاقتصاد، ويعزز بشكل أكبر النهج الحذِر الذي يتبناه مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، هذا العام.
ووفقاً للتقرير، الصادر عن مكتب الإحصاء، التابع لوزارة التجارة، يوم الخميس، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.4 في المائة خلال ديسمبر، بعد زيادة معدلة بالرفع بلغت 0.8 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا زيادة بنسبة 0.6 في المائة بمبيعات التجزئة، التي تتكون في الغالب من السلع، ولا تخضع للتعديل وفقاً للتضخم، بعد ارتفاع بنسبة 0.7 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
جاء هذا التقرير في أعقاب بيانات الأسبوع الماضي، التي أظهرت زيادة كبيرة في الوظائف غير الزراعية، بالإضافة إلى انخفاض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، من 4.2 في المائة خلال نوفمبر.
وعلى الرغم من تباطؤ التضخم الأساسي في ديسمبر، فإن أسعار المستهلكين بشكل عام ارتفعت بأكبر وتيرة لها منذ تسعة أشهر. ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة مرتين فقط، هذا العام، انخفاضاً من أربعة تخفيضات كان قد توقَّعها في سبتمبر (أيلول)، عندما أطلق دورة التيسير النقدي، وذلك بسبب المخاطر المحتملة المرتبطة بخطط الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مثل التعريفات الجمركية الواسعة النطاق، وترحيل المهاجرين غير المسجلين، والتخفيضات الضريبية، التي حذَّر الاقتصاديون من أنها قد تؤدي إلى تضخم.
وتسهم قوة سوق العمل في تعزيز الإنفاق، من خلال نمو الأجور القوي. كما أن الميزانيات العمومية للأُسر في وضع جيد، رغم أن المستهلكين ذوي الدخل المنخفض يعانون ضغوطاً.
ومن المتوقع ألا يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، هذا الشهر. وكان قد خفَّض سعر الفائدة القياسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 – 4.50 في المائة، بعد أن رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عاميْ 2022 و2023.
ويتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 2.7 في المائة، خلال الربع الأخير. وكان الاقتصاد قد سجل نمواً بنسبة 3.1 في المائة خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي، متفوقاً بشكل كبير على معدل النمو البالغ 1.8 في المائة الذي يَعدُّه مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي معدل نمو غير تضخمي.