وثقت “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا” حصيلة الضحايا من الفلسطينيين في سوريا منذ 2011 بنحو 4294 شخصًا منهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف معتقل في السجون السورية.
ومنذ إسقاط النظام عاد عدد من المعتقلين إلى المخيمات الفلسطينية أو مناطق النزوح، بينما لا يزال العدد الأكبر في عداد المختفين قسرًا.
وتقول اللاجئة الفلسطينية من مخيم اليرموك أم عمر لمراسل التلفزيون العربي: “عندما كنت أسمع التعذيب كنت أجلس في زاوية منزلي وأبكي حتى الصباح”، وتروي أنها لم تنم لليال عدة بينما يجري تعذيب المعتقلين.
فسجن صيدنايا يلتصق بصالة الأفراح التي تعمل فيها أم عمر، وكانت تشهد معركة جانبية في العهد السابق بين أصوات المحتفلين وصراخ المعذّبين، بين حفلات عيد الميلاد ومآتم الموت في البلاد.
بحث عن مصير الأحبة
وفي الجوار ما زالت اللاجئة الفلسطينية رهف الكردي، تزور صيدنايا بحثًا عن شقيقها المعتقل منذ أكثر من 10 سنوات.
فإن لم تنطق الزنازين أن أحمد قضى بداخلها فإن عائلته لن تصدق موته بشهادة وفاته ممهورة بختم السجان ومن دون جثة السجين.
وتقول رهف: “إذا توفي، فهل قُتل شنقًا أو تحت التعذيب؟” وتضيف: “أم الشهيد نامت لكن أم المفقود لم تفعل ذلك” منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية
وقد ثّقت منظمات حقوقية وجود أكثر من 3 آلاف معتقل فلسطيني في السجون السورية وتلّقت عائلات نبأ وفاة أبنائها من دون أدلة.
ولؤي محمد أحد الذين خرجوا بعد ست سنوات من الاعتقال وقد تبلَّغ قبل خروجه بأيام قرارًا بإعدامه. ويقول لؤي وهو فلسطيني حُرّر من السجون السورية: “إن شخصًا أبلغ المعتقلين أنه سيتم إعدام أكثر من 300 منهم في عام 2025 وأنه أحد هؤلاء”.
ومنذ سقوط نظام الأسد، احتفلت عائلات قليلة في المخيّمات الفلسطينية بخروج البعض من السجون، لكنَّ منظمات إنسانية أشارت إلى أنَّ الأكثرية منهم ما زال في عداد المفقودين، وحتى من عاد، لم يعد له بيت وسط هذا الخراب.