تسود حالة توتر وترقّب شديدة في الضفة الغربية المحتلّة، بانتظار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مع دخول موعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
يأتي ذلك بينما هدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صباح اليوم الأحد، بأن وقف إطلاق النار الذي كان مقررًا عند الثامنة والنصف بتوقيت فلسطين لن يبدأ حتى تسلم حماس أسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم، وهو ما عزت الحركة تأخره إلى أسباب فنية وميدانية.
وقد أفاد مراسل “التلفزيون العربي” في رام الله فادي العصا، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ منذ يوم أمس السبت، إجراءات أمنية مشدّدة في الضفة الغربية.
وأضاف مراسلنا أنّ جيش الاحتلال نشر مجموعة كبيرة من البوابات الحديدية والمكعّبات الإسمنتية في مناطق عدة بالضفة، وخاصّة في محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله، في مؤشر إلى تنفيذ عمليات إغلاق وعزل للقرى والبلدات الفلسطينية.
ومنذ عام 1967، ينفّذ جيش الاحتلال مجموعة كبيرة من الإجراءات بين الشوارع الالتفافية والمستوطنات، والحواجز العسكرية التي تزيد عن 700 حاجز عسكري ثابت، ناهيك عن الحواجز المتنقّلة والطيّارة.
وتزيد المكعبات الإسمنتية والبوابات الحديدية من الضغط الذي يفرضه الاحتلال على مناطق الضفة، ما يؤدي إلى عزل القرى والبلدات عن بعضها البعض.
واعتبر مراسلنا أنّ نشر الاحتلال هذه المكعبات الإسمنتية والبوابات الحديدية سيمنع وصول الفلسطينيين إلى رام الله وسط الضفة، حيث سيتمّ تجميع الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، أمام سجن عوفر العسكري في بيتونيا غرب رام الله.
وأعلن جيش الاحتلال أنّه لن يسمح نهائيًا بأي مظاهر للاحتفال بإطلاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
مداهمة منزل في القدس المحتلة
وأشار مراسلنا إلى أنّ جيش الاحتلال داهم منزل أحد الأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، في مدينة القدس المحتلّة، وهو ما قد ينسحب على مناطق أخرى في الضفة الغربية.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة قد طالبت المواطنين بعدم الرضوخ لقرارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، داعية الفلسطينيين إلى الاحتفال بالأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم.
وأشار مراسلنا إلى أنّ هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ستعقد اجتماعًا مع نادي الأسير والصليب الأحمر والجهات المعنية الأخرى عند منتصف النهار، من أجل ترتيب استقبال الأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم.
وتسود حالة ترقّب شديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، حيث أنّه حتى هذه اللحظة لا يوجد أسماء أو أرقام عن الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.
ونشر جيش الاحتلال والسلطات القضائية الإسرائيلية مجموعة من الأسماء للأسرى الذين سيُفرج عنهم، إلا أنّ الجانب الفلسطيني لا يثق بجيش الاحتلال.
وأوضح أنّ الأسرى المحكومين بالمؤبدات الذين سيتمّ الإفراج عنهم، سيجري إبعادهم إلى خارج البلاد، غير أنّ الجانب الفلسطيني لا يملك معلومات موثّقة ومؤكدة بشأن الأسماء والمكان والطريقة التي سيتمّ فيها الإفراج عنهم.
وأعلن جيش الاحتلال أنّ محيط منطقة سجن عوفر هو منطقة عسكرية مغلقة، يُمنع على الفلسطينيين التجمهر فيها.