أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن قرارت عفو عن عدد من الأشخاص قبل دقائق من انتهاء فترة ولايته.
وشمل أحد قرارات العفو خمسة من أفراد عائلته، قائلًا إنه يريد حمايتهم من أن يصبحوا هدفًا “لتحقيقات لا أساس لها وذات دوافع سياسية”.
ومن بين المشمولين بالعفو شقيقاه جيمس وفرنسيس. كما تضم القائمة سارة زوجة جيمس، وشقيقة بايدن فاليري وزوجها جون.
وكان بايدن وقبل ساعات قليلة من تسليم السلطة إلى ترمب، قد منح العفو على نحو استباقي لعدد من المسؤولين والموظفين الحكوميين، لحمايتهم هم أيضًا من “الإجراءات القانونية غير المبررة وذات الدوافع السياسية”.
جاء ذلك فيما تعهّد خليفته الجمهوري “بالانتقام” من خصومه السياسيين.
ومن بين الحاصلين على العفو، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال مارك ميلي، والطبيب الذي نسق إستراتيجية إدارة بايدن في مكافحة كوفيد-19 أنتوني فاوتشي، ومسؤولون شاركوا في لجنة التحقيق في الهجوم على الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، بالإضافة إلى الشرطيين الذين أدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة نفسها.
“تحقيقات مدفوعة سياسيًا”
وقال بايدن في بيان: “أؤمن بسيادة القانون وأنا على يقين من أن قوة نظامنا القضائي سوف تسود في نهاية المطاف على المناقشات السياسية. لكننا نعيش في ظروف استثنائية ولا أستطيع، بضمير مرتاح، أن أقف مكتوف اليدين”.
وأضاف بايدن: “خدم هؤلاء الموظفون الحكوميون أمتنا بشرف وتميز ولا ينبغي بأن يكونوا أهدافًا لملاحقات قضائية غير مبررة ومدفوعة سياسيًا”.
وكتب بايدن أن “التحقيقات التي لا أساس لها والمدفوعة سياسيًا تدمر حياة وسلامة الأشخاص المستهدفين وأفراد عائلاتهم وأمنهم المالي”.
وتابع أنه يتعين ألا تُفهم قرارات العفو على أنها “اعتراف بأن أي فرد ارتكب أي أخطاء، ولا يجب أن يُساء فهم قبولها على أنه إقرار بالذنب في أي مخالفة”.
وفي كتاب له بعنوان “رجال العصابات الحكومية” صدر عام 2023، أدرج كاش باتيل، الذي اختاره ترمب مؤخرًا لشغل منصب رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية، قائمة تضم 60 هدفًا للملاحقة القضائية.
وكان فاوتشي في واجهة المعركة في الولايات المتحدة ضد وباء كوفيد، لكن تصريحاته بشأن المرض أدت إلى نشوب خلافات بينه وبين ترمب في ولايته الأولى.
كما أنه أصبح عدوًا بالنسبة لشخصيات يمينية عديدة بينها إيلون ماسك، حليف ترمب وأغنى رجل في العالم والذي دعا مرارًا إلى ملاحقة فاوتشي قضائيًا.
وأما ميلي، فأثار حفيظة ترمب عندما قال في مقابلة صحفية إن الرئيس المنتخب “فاشي حتى النخاع” و”أخطر شخص في هذا البلد”.
كما كشف ميلي أنه اتصل سرًا بنظيره الصيني بعد هجوم الكابيتول لطمأنة بكين، بأن الولايات المتحدة ما زالت “مستقرة” ولا تنوي مهاجمة الصين.
وكتب ترمب بعدها على شبكته الاجتماعية “تروث سوشال”: “في الماضي، كان يمكن إنزال عقوبة الإعدام (بميلي)”.
وقد شكر ميلي في بيان بايدن على العفو، وقال “لا أرغب بأن أقضي ما تبقى من حياتي التي يهبني إياها الرب، وأنا أخوض معارك ضد أولئك الذين قد يسعون للانتقام مني، بشكل غير منصف بسبب ما يعتبرونها إساءات”.
وذكر الإعلام الأميركي أيضًا أن فاوتشي شكر بايدن، لكنه شدد على أنه لم يرتكب أي جريمة.
أما ترمب، فقد اعتبر أن العفو الذي أصدره بايدن للدكتور فاوتشي والجنرال مارك ميلي “أمر مخز فهما مذنبان”.