رأى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه غير واثق من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس والذي بدأ يوم الأحد.
ولفت ترمب للصحفيين في المكتب البيضاوي خلال توقيعه على أوامر تنفيذية في أول أيام فترة رئاسته الثانية، إلى أن القطاع الفلسطيني يبدو وكأنه “موقع هدم ضخم”، وتجب إعادة بنائه بطريقة مختلفة.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه قادر على تقديم المساعدة لإعادة إعمار قطاع غزة.
وتابع: “غزة مكان مثير للاهتمام. يتميز بموقع رائع على البحر، وأجواؤها رائعة. يمكن القيام بالعديد من الأشياء الجيدة هناك”.
وبدأ تطبيق الهدنة قبيل تنصيب ترمب رئيسًا للولايات المتحدة لولاية ثانية، علمًا بأنه أشار إلى أن الفضل يعود إليه في وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد شهور من المفاوضات.
وفي رسالة وجّهها عبر الفيديو شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترمب على ما قدّمه من دعم للتوصل إلى صفقة الإفراج عن المحتجزين، وتعهّد بـ “إعادة الرهائن المتبقين، وضمان ألا تشكل غزة مجددًا تهديدًا لإسرائيل”.
وألغى ترمب أمرًا تنفيذيًا أصدره سلفه جو بايدن وينص على فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين بأعمال عنف في الضفة الغربية، وفق ما أعلن البيت الأبيض الإثنين.
وأبطل ترمب الأمر التنفيذي الذي وقعه بايدن في فبراير/ شباط 2024، ومهد الطريق حينها لإدراج العديد من المستوطنين والمجموعات المتهمة بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، في القوائم الأميركية السوداء.
المساعدات تتوالى
وفي قطاع غزة، أفاد مراسل التلفزيون العربي بدخول مزيد من شاحنات المساعدات اليوم الثلاثاء عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
ودخلت أكثر من 900 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع أمس، أي أكثر من العدد المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار، وفقًا لأرقام أعلنتها الأمم المتحدة.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى “تواصل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في إطار زيادة المساعدات للناجين. اليوم، دخلت 915 شاحنة إلى غزة، وفقًا للمعلومات الواردة من السلطات الإسرائيلية وجهات ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار”، في إشارة إلى قطر ومصر والولايات المتحدة.
وفي اليوم الأول للهدنة، أعلنت الأمم المتحدة دخول 630 شاحنة، بما في ذلك 300 إلى شمال غزة، في حين يواجه سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة وضعًا إنسانيًا كارثيًا.
وعلى مدى أشهر ندّدت الأمم المتحدة بعراقيل موضوعة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
اتفاق وقف إطلاق النار
ويفترض أن تتيح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني. وبموجب الهدنة تمّ الاتفاق على دخول 600 شاحنة يوميًا إلى داخل غزة.
وصباح الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وإجمالًا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليًا وجود نحو 96 أسيرًا إسرائيليا بغزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري، أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.