أعلنت الأمم المتّحدة، الجمعة، أنّ ما لا يقلّ عن 700 قتيل و2800 جريح سقطوا في المعارك التي دارت بين الأحد والخميس في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية للسيطرة على مدينة غوما.
وسيطرت حركة “إم23” المدعومة من رواندا على غوما، كبرى مدن شرق الكونغو الديمقراطية، وهي تتقدّم جنوبًا في حين يحاول الجيش الكونغولي مع متطوّعين شبان صدّها.
700 قتيل منذ الأحد
وأوضح زعيم الحركة كورنيي نانغا في مؤتمر صحفي، أنهم سيطروا بشكل كامل على مدينة غوما، وأنهم يريدون الوصول إلى العاصمة كينشاسا والاستيلاء على السلطة وإدارة البلاد.
وأكد نانغا أنهم منفتحون على الحوار مع الحكومة، ويعملون على تقديم مساعدات إنسانية في غوما ويريدون من الناس مواصلة حياتهم اليومية.
وقال المتحدّث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك: إنّ “منظمة الصحة العالمية وشركاءها، مع الحكومة، أجروا تقييمًا بين 26 من الشهر الجاري حتى أمس الخميس، وأفادوا بأنّ 700 شخص قتلوا و2800 شخص أصيبوا بجروح”، مرجّحًا “ارتفاع” هذه الحصيلة.
وتمّت السيطرة على غوما بعد معارك وقعت خلال الأسبوع وقد توعّدت “إم23” مواصلة الزحف وصولًا إلى العاصمة كينشاسا.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان-بيار لاكروا خلال مؤتمر صحافي: “إذا نظرنا إلى الماضي، فإن هذا الأمر من الممكن أن يشعل نزاعًا إقليميًا أوسع نطاقًا”.
وتابع: “لذا، من الأهمية بمكان أن تكون كل الجهود الدبلوماسية منصبّة على تجنّب ذلك ووقف الأعمال العدائية”.
الوضع متقلب في غوما
وشدّد لاكروا على أنّ “الوضع ما زال متوتّرًا ومتقلّبًا في غوما، مع استمرار إطلاق النار بين الحين والآخر داخل المدينة”، لكنّه تطرّق إلى “استعادة تدريجية” للهدوء.
كما أعرب الوكيل الأممي عن قلقه إزاء تقدّم المقاتلين نحو الجنوب باتجاه مدينة بوكافو الكبيرة في جنوب كيفو.
وقال لاكروا: “أصبحت إم23 وقوات الدفاع الرواندية وفق المعلومات المتوفرة لديّ على بُعد نحو 60 كيلومترًا إلى الشمال من بوكافو”، مشيرًا إلى “تقدّم سريع على ما يبدو” لهؤلاء المقاتلين.
وحذّر الوكيل الأممي من مخاطر سيطرت إم23 والقوات الرواندية على مطار كافومو في جنوب كيفو.
وتتّهم الكونغو الديمقراطية رواندا بشنّ هجوم لاستغلال موارد المنطقة، لا سيما المعادن المستخدمة في الإلكترونيات العالمية.
ومنذ بداية العام الجاري، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الاشتباكات العنيفة المستمرة بين حركة “23 مارس” وقوات الأمن شرق البلاد.
و”23 مارس” تعرف أيضًا باسم “جيش الكونغو الثوري”، وتأسست بعد انهيار اتفاق السلام الموقع في 23 مارس/آذار 2009، ومعظم أفرادها من قبيلة “التوتسي” التي ينتمي إليها الرئيس الرواندي بول كاغامي. وتتهم الأمم المتحدة وجمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم حركة ” 23 مارس “، وهو ما تنفيه الأخيرة.