تماطل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما تحوّل إلى تلويح بعودة الحرب إلى القطاع.
ووضعت تل أبيب، بحسب مصادر إسرائيلية، حماس أمام ثلاثة خيارات إما تمديد المرحلة الحالية أو الموافقة على مطالب إسرائيل للمرحلة الثانية أو العودة إلى الحرب بقوة.
خطة نتنياهو
كذلك، نقلت صحيفة إسرائيلية عن مصادر قولها: “إن تل أبيب طلبت الإفراج عن جثامين 4 محتجزين مقابل إطلاق أسرى الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين”.
ومن المرتقب أن ترسل الحكومة الإسرائيلية وفدًا خلال أيام للدوحة أو القاهرة في محاولة تمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
في الأثناء، كشفت صحيفة “هآرتس” أن نتنياهو عرض خطة على واشنطن تشمل إفراجًا سريعًا عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين دون الالتزام بالانسحاب من قطاع غزة.
وأمام هذا التعنت الإسرائيلي في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تقول حماس: إنه لا مفاوضات حتى الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين التي كان من المقرر له أن يتم السبت الماضي.
دعم أميركي مطلق لإسرائيل
وفي تصريحات للتلفزيون العربي، أكد المتحدث باسم حماس حازم قاسم أن تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مرهون بما يطرح على الطاولة من ضمانات جدية بالتزام تل أبيب ببنوده، مشيرًا إلى أن الحركة تتواصل مع الوسطاء بشأن خرق الاحتلال بدعم أميركي للاتفاق.
وعلى الرغم من تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن إطلاق النار في غزة هش وأنه يجب تجنب تجدد الأعمال القتالية بأي ثمن، تواصل واشنطن دعمها بل تأييدها الكامل والمطلق للموقف الإسرائيلي، وهو ما عكسته تصريحات مسؤولين أميركيين أكدوا على عدم عودة حماس لحكم القطاع، وتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان آخر تلك التصريحات ما جاء على لسان مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي من المرتقب أن يزور المنطقة الأربعاء المقبل.
حماس متمسكة بالاتفاق
وبشأن موقف حركة حماس، يشير الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات طارق حمود إلى أن المفاوضات استمرت لأكثر من 12 شهرًا والاتفاق الذي تم التوصل إليه شكّل الوسط بين الرؤية الإسرائيلية ورؤية حماس، وبالتالي يجب على الأطراف الالتزام بما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الدوحة، يقول حمود: “واضح خلال الفترة الماضية أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق وفشلت في الإيفاء بالحد الأدنى من بنوده”.
ويوضح أن إسرائيل لم تلتزم بتأمين إدخال مستلزمات الإيواء والكرافانات (البيوت المتنقلة)، بالإضافة إلى عشرات الخروق النارية.
ويرى حمود أن حماس تحاول التمسك بالحل الوسط والاتفاق الذي تم التوقيع عليه برعاية الوسطاء وبضمانات أميركية، متسائلًا عن سبب تراجع الولايات المتحدة.
ويشير إلى أن حماس قد تقدم تنازلات تتعلق بطبيعة تسليم الأسرى شرط أن يتم الالتزام بالمبادئ الأساسية للاتفاق وهي تبادل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.
حل مرحلي لتسليم الجثامين
من جانبه، يشير الباحث في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن حل مرحلي لمسألة الجثامين بمعنى أن يتم تسليم الجثامين إلى مصر وبعد ذلك يتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وذلك على دفعتين.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، يعتبر خوري أن هذا المقترح يقضي بتسليم حماس للجثامين إلى مصر، التي تقوم بدورها بتسليمها إلى إسرائيل وذلك لكي يتم التأكد من هوية الجثامين وتجنب الخطأ الذي حدث عند تسليم جثمان شيري بيباس، وكذلك لمنع حماس من إجراء مراسم التسليم التي تعترض عليها إسرائيل.
ويلفت خوري إلى أن “ما يحدث هو خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار يتحدث عنها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني، لكن لا أحد يتحدث عن كسر الاتفاق بشكل كامل”.
الباحث في الشأن الإسرائيلي يشدد على أهمية المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لأنها تتربط بجزئية مهمة وهي مستقبل الحكم في القطاع.
“انتهاك لروحية الاتفاق”
إلى ذلك، يشير الباحث في السياسية الخارجية الأميركية ستيف جيل إلى أن “العبارات التقنية المتعلقة بوقف إطلاق النار لم يتم انتهاكها بشكل مباشر”، لافتًا إلى أن إجراء مراسم لتسليم جثث الأسرى الإسرائيليين وارتكاب خطأ في تسليم جثة إحدى الأسيرات يعد انتهاكًا لمضمون وروحية الاتفاق، حسب قوله.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، يرى جيل “أنه من الضروري أن نتذكر أنه جرى الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل عدد قليل من الإسرائيليين”، معتبرًا أن ذلك “ليس تقدمًا حقيقيًا من وجهة النظر الإسرائيلية”.
وإذ يرى جيل “أنه لا يجب ضرب الأسرى الفلسطينيين قبل الإفراج عنهم”، يعتبر “أنه لا يجب إجراء احتفالات ومراسم وحمل سلاح لدى تسليم الأسرى الإسرائيليين”.