شكلت تسريبات الضابط السوري المنشق والمعروف بـ”قيصر” عام 2013 منعطفًا مهمًا في الثورة السورية، فقد كانت التسريبات أكبر دليل على تورط نظام الأسد في جرائم وانتهاكات داخل السجون. إلا أن “قيصر”، لم يفصح عن هويته إلا بعد سقوط النظام.
وقبل أيام فقط، أعلنت شركة POWER Production عن البدء في تصوير مسلسل يحمل إسم “قيصر” في العاصمة دمشق، ما أثار جدلًا واسعًا بين السوريين، بسبب عدم معرفة الملقب بقيصر بالعمل الدرامي، إضافة إلى وجود مؤيدين سابقين للنظام في طاقم التمثيل والإنتاج.
وبحسب القائمين على العمل الدرامي، فإن المسلسل يسلط الضوء على قصص إنسانية من داخل سجن صيدنايا، ويتناول الواقع الأمني في زمن الثورة.
ويقوم بدور البطولة الممثل غسان مسعود، الذي عرف بموقفه الداعم لنظام الأسد.
وحذر فريد المذهان، المعروف باسم “قيصر”، شركات الإنتاج من القيام بأي عمل درامي وفني يجسد شخصيته، من دون الحصول على إذنه.
وقال عبر منصة إكس: “أصرح لكم بأنني لغاية هذا التاريخ، لم أسمح أو أفوض كما لم أعط أي موافقة، لا شفهية ولا مكتوبة، بهدف إنتاج أي عمل إبداعي، تلفزيوني أو سينمائي يتناول قصة قيصر أو يحمل هذا الاسم”.
وعام 2020، دخل قانون العقوبات الأميركي المعروف باسم قيصر، والمسمى بناء على ما كشفه المذهان، حيّز التنفيذ ليفرض سلسلة إجراءات اقتصادية ضد النظام السابق، كما أصدرت عدة دول مذكرات توقيف بحق مسؤولين سابقين في الأجهزة الأمنية السورية.
مسلسل “قيصر” يثير الجدل في سوريا
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع موضوع إنتاج مسلسل بشأن ما كشفه قيصر.
فقال الصحافي وسيم الإخوان: “البعض من صناع الدراما همهم الوحيد زيادة الثروات، دون مراعاة أوجاعنا، كيف يتم اختيار غسان مسعود لتمثيل شخصية قيصر، مآسي السوريين لن نسمح أن تكون لعبة بأيديكم، الآلاف ما زالوا مفقودين”.
أمّا لانا فقد قالت: “غسان مسعود في آخر أعماله استخدم صورة الشهيدة رحاب علاوي، التي ظهرت في تسريبات قيصر للسخرية، ولم يعتذر لأهلها، اليوم الممثل نفسه يستخدم الاسم نفسه لعمل درامي بطريقة مختلفة عبر مسلسل جديد”.
وكتبت ريناد شيخو: “أصبحت دماء شهدائنا وعذابات معتقلينا مادة دسمة لركوب الموجة، غسان مسعود من شهر قبل سقوط نظام الأسد كان يتهم الثوار بأنهم خونة وقتلة ويدافع بشراسة عن النظام المخلوع، أوقفوا هذه المهزلة”.
بينما قال حاتم قشوع: “يجب أن يكون الكاتب والمخرج وأبطال المسلسل من المعارضين الحقيقيين، لضمان عدم تمرير أي مشاهد تمييع للحقيقة أو تحريفها للتغطية على جرائم عائلة الأسد”.
وبعد موجة الغضب، قررت اللجنة الوطنية للدراما إيقاف تصوير المسلسل بحسب وسائل إعلام سورية، وقالت اللجنة في بيان: “تقرر إيقاف العمل على المسلسل مؤقتًا حتى يتم تغيير اسمه، وإعادة النظر في قائمة المشاركين فيه”.