رحبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الثلاثاء، بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، ودعت إلى توفير جميع مقومات نجاحها.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اختتمت أعمال القمة العربية الطارئة في العاصمة القاهرة، اعتمدت خطة مصرية لإعمار قطاع غزة.
وتتضمن الخطة تشكيل لجنة “إدارة غزة” لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيداً لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن “مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في القطاع”.
حماس ترحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال القيادي في حماس محمود مرداوي: “نرحب بمخرجات القمة العربية ونراها خطوة متقدمة”.
وأضاف أن خطة إعادة الإعمار تشكل بديلًا واقعيًا لخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وشدد القيادي في حماس على أن سلاح المقاومة مرهون بتحقيق دولتنا الفلسطينية.
وفي سياق متصل، قالت حركة حماس في بيان: “نرحب بانعقاد القمة العربية غير العادية في القاهرة، لبحث المخاطر التي تواجه قضيتنا الفلسطينية، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر ومخططات الإبادة والتهجير التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس”.
وأكدت حماس أن عقد القمة العربية اليوم يدشن مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية العادلة.
وثمّنت الحركة كلمات القادة والزعماء في القمَّة العربية غير العادية بالقاهرة التي “أكّدت جميعها على رفض خطط الاحتلال لتهجير شعبنا الفلسطيني، ورفض مشاريع الضم والتوطين، وعلى دعم حقوق شعبنا المشروعة في الحرية وتقرير المصير”.
كما ثمّنت الموقف العربي الرافض لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني أو طمس قضيته الوطنية، تحت أي ذريعة أو غطاء، وعدته موقفًا مشرفًا ورسالة تاريخية مفادها أن النكبة الفلسطينية لن تتكرر، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني، المدعوم بموقف عربي موحد، قادر على إفشال هذه المحاولات والمؤامرات.
ورحبت حماس بخطة إعادة إعمار غزة، التي اعتمدتها القمة العربية في بيانها الختامي، داعية إلى توفير جميع مقومات نجاحها، كما ثمنت جهود مصر في التحضير لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.
وأكدت حماس “وقوفها مع ما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني في إزالة آثار العدوان وحرب الإبادة التي تستهدف شعبنا وأرضنا”، كما أعلنت تأييدها لقرار تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة ملف الإغاثة وإعادة الإعمار وإدارة غزة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن دعوة القمة لتنفيذ اتفاق وقف النار في غزة كما تم التوقيع عليه تمثل إسنادًا سياسيًا للشعب الفلسطيني، وضغطاً على الكيان لمنعه من تغيير الاتفاق أو إفشاله.
وأكدت على ضرورة إلزام العدو باحترام تعهداته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، داعية إلى اتخاذ خطوات عربية موحدة وعملية تجبره على تنفيذ بنود الاتفاق، والضغط لإدخال المساعدات والإغاثة والإيواء، والشروع في مفاوضات المرحلة الثانية والمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق.
وتابعت حماس: “أن دعوة القمة لمقاطعة الكيان تجاريًا وسياسيًا، تمثل مسارًا إستراتيجياً شديد الفاعلية، يزيد عزلة الكيان ويجبره على الانصياع للقانون الدولي والإنساني”.
حماس تدعو إلى التصدي لانتهاكات الاحتلال
وفي ظل تصاعد الحملة الإسرائيلية لاستهداف المسجد الأقصى وتهويده، وتصاعد اقتحامات المستوطنين وأداء طقوسهم التلمودية في باحاته، دعت حماس القادة العرب إلى اتخاذ مواقف حاسمة بالتصدي لانتهاكات الاحتلال، والتأكيد أن المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى خط أحمر، وأن المساس به يغضب كل مسلمي العالم.
ورحبت حماس بما ورد في بيان القمة عن بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية، لتعبّر عن تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، عبر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في أسرع وقت ممكن.
ودعت الدول العربية إلى الاستمرار في دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو، والتصدي لأطماعه التوسعية وخططه للهيمنة على حساب فلسطين ودول المنطقة وشعوبها كافة.
وأكدت الحركة أنها ستبقى وفية للقضية الوطنية ولحقوق الشعب الفلسطيني حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية.
وهذه ثاني قمة تعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع بغزة خلال أسبوعين، بعد أولى تشاورية عقدت بالرياض 21 فبراير/ شباط الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، كما تعد ثالث قمة طارئة بشأن غزة خلال 16 شهرًا بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 و2024.
*للاطلاع على الخطة المصرية المعتمدة من القمة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة