قال تقرير صحافي، إن روسيا تسعى إلى إبرام اتفاق للإبقاء على قواعدها العسكرية في سوريا، وتريد دمشق فتح صفحة جديدة في العلاقات مع موسكو، بحسب مسؤولين أوروبيين وسوريين.
وقال المسؤولون الذين اطلعوا على المحادثات السورية – الروسية ذات الصلة، إن الطرفين ناقشا إمكانية دفع موسكو مليارات الدولارات، نقداً، فضلاً عن إمكانية الاستثمار في حقول ومواني الغاز.
وتشمل هذه الاتفاقات، بحسب التقرير، مرحلةً جديدةً من البناء في ميناء طرطوس، الذي كان قد تم تعليقه، وتطوير امتيازات الغاز البحرية العملاقة، ومناجم الفوسفات وحقول الهيدروكربون بالقرب من تدمر، وبناء مصنع للأسمدة في حمص، وسط سوريا.
ولموسكو قاعدتان استراتيجيتان غرب سوريا. الأولى، هي قاعدة حميميم الجوية، وتقع جنوب شرقي مدينة اللاذقية. والقاعدة البحرية في طرطوس، وهي منشأة عسكرية تابعة للبحرية الروسية في ميناء يقع في مدينة طرطوس على الساحل الروسي.
وتضمَّنت المحادثات بين روسيا وسوريا أيضاً، اعتذاراً محتملاً من موسكو، عن دورها في قصف المدنيين السوريين. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن المحادثات تضمَّنت أيضاً طلباً من دمشق بتسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد، لكن الروس رفضوا مناقشة هذه القضية.
وقال مسؤولون، للصحيفة، إن المحادثات بدأت عندما وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف في يناير (كانون الثاني).
وأفادت الصحيفة، بأن روسيا حوَّلت الشهر الماضي، ما يعادل 23 مليون دولا، بالليرة السورية بسعر الصرف الرسمي، إلى البنك المركزي في دمشق. وهي واحدة من أولى العلامات الملموسة على تحسُّن العلاقات بين الجانبين.
وجاء التأكيد بعد تداول وثيقة في 14 فبراير (شباط) 2025، ذكرت أن طائرة شحن تحمل أموالاً من روسيا وصلت إلى مطار دمشق. وقال مسؤولون سوريون وأوروبيون، إن موسكو طبعت الأوراق النقدية للاقتصاد السوري المتعطش للنقد عندما رفضت غالبية البلدان الأخرى؛ خوفاً من العقوبات.
المصادر قالت إن روسيا أخرجت الأموال المطبوعة في إيران من طهران، ونقلتها جواً إلى سوريا. كما أشارت، إلى طلب الرئيس السوري أحمد الشرع، من روسيا، الأموال التي أخذها زعيم النظام السابق بشار الأسد إلى موسكو.
ومكَّنت القواعد التي بنتها روسيا على طول الساحل السوري، موسكو، من نشر قوتها في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، فضلاً عن ضرب أهداف المعارضة المسلحة، بما في ذلك المواقع التي يسيطر عليها حكام سوريا الجدد، (هيئة تحرير الشام).
ولفت التقرير إلى أن العلاقة الجديدة بين روسيا وقادة سوريا الجدد، اكتسبت زخماً بعد وقت قصير من إجراء الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس أحمد الشرع، أول مكالمة هاتفية بينهما 12 فبراير الماضي، التي تضمَّنت مناقشات حول العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية، فضلاً عن استعداد روسيا «لتحسين الوضعَين الاجتماعي والاقتصادي في سوريا».