هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عدة منازل وأحرقت أخرى في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن مصادر محلية، أن جرافات الاحتلال هدمت أكثر من 4 منازل منذ ساعات الصباح بحارتَي الفالوجة والسمران، وسط المخيم، وشقت طرقًا جديدة داخله.
كما أظهرت مقاطع فيديو مصورة تصاعد أعمدة الدخان من منازل في المخيم، مع استمرار الحصار والعدوان لليوم الخامس والأربعين على التوالي.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانًا عسكريًا في مخيمات شمالي الضفة، بدأ بمدينة جنين ومخيمها قبل 45 يومًا، ومستمر في مدينة طولكرم ومخيمها لليوم التاسع والثلاثين، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم السادس والعشرين.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن ذلك العدوان الواسع والمدمر يأتي “في إطار مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانًا رسميًا لوفاة حل الدولتين”.
وعبّر مواطنون فلسيطنيون من سكان مخيم نور شمس في حديث للتلفزيون العربي، عن مأساة رؤيتهم منازلهم وهي تتعرض للهدم.
وقال أحدهم إن ما يحصل جرح كبير في نفوسهم، وسكان هذه المنازل لا يعرفون ماذا يفعلون.
يأتي ذلك فيما يفاخر مستوطنون بزيادة نفوذهم وسيطرتهم في الضفة الغربية، في ظل تنفيذ الجيش الإسرائيلي أكبر عملية عسكرية فيها منذ عقود، أسفرت عن تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وفق ما أكدته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، التي ربطت بين السياق العسكري والاستيطاني للعملية الإسرائيلية.
فالجيش الإسرائيلي الذي يواصل عمليته العسكرية في جنين وطولكرم ومناطق أخرى شمالي الضفة، دمر مباني سكنية كثيرة وجرف الطرقات والبنى التحتية.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم مسيّرات لإطلاق النار على السيارات والمنازل، بحجة أنها تؤوي مسلحين فلسطينيين، وكذلك دبابات وقناصة لمراقبة المناطق التي أجلي سكانها تحت النار.
ووصفت “واشنطن بوست” ما يجري بالضفة بأحدث جبهة حرب تخوضها إسرائيل حاليًا، بذريعة مواجهة عمليات فلسطينية متصاعدة، على أهداف تابعة للمستوطنين، وأخرى داخل الخط الأخضر.
“دوافع أمنية وسياسية وأيديولوجية”
لكن اللافت في تقرير الصحيفة الأميركية، هو استنتاجها أن عملية الضفة ليست مرتبطة بدوافع أمنية فقط، بل سياسية وأيديولوجية خاصة بالحكومة الإسرائيلية المؤلفة من وزراء متطرفين.
واستندت الصحيفة في هذا الاستنتاج إلى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إيلان باز، الذي نقلت عنه، أن العملية العسكرية في الضفة مزيج بين الاحتياجات العسكرية والاستخبارات الحقيقية وما وصفها بالدوافع السياسية “العظيمة” للمستوطنين، وفق تعبيره.
وتوقفت “واشنطن بوست” أيضًا عند تصريح أدلى به وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في فبراير/ شباط الماضي، هدد فيه طولكرم وجنين ومدنًا أخرى بالضفة، بأنها ستلقى مصير مخيمات وبلدات غزة نفسه التي دمرتها القوات الإسرائيلية خلال الحرب، وأنها ستكون أطلالًا سيضطر سكانها إلى الهجرة إلى بلدان أخرى.
وقد أشاد زعماء المستوطنين الساعون إلى تشديد سياسة إسرائيل تجاه الضفة وضمها بالعملية العسكرية باعتبارها نتيجة متأخرة لضغوطهم، حيث تشير الصحيفة الأميركية إلى أن العملية جاءت نتاجًا لضغوط ودعوات مستمرة من المستوطنين، على مدار سنوات، أي قبل الحرب على غزة.