أطلقت عدة نقابات عمالية في الصين من مناطق تضم إقليم هونان بوسط البلاد ومدينة شنتشن في الجنوب، إخطارات رسمية للشركات تطالبهم فيها بالتوقف عن مطالبة الباحثات عن عمل بالكشف عن حالتهن الاجتماعية والإنجابية.
وكانت الإخطارات التي نشرت الأسبوع الماضي على الصفحات الرسمية للنقابات في شنتشن وهونان وتشينغهاي على تطبيق وي تشات، من بين الأكثر تداولًا على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الإثنين. وقال العديد من مستخدمي الإنترنت إنها خطوة في الاتجاه الصحيح لمكافحة عدم المساواة بين الجنسين.
وبات من الشائع على نحو متزايد في الصين أن تسأل الشركات الباحثات عن عمل عن خططهن بشأن الزواج والإنجاب أثناء المقابلات.
مصدر قلق
وتحوّل خوف الشابات الصينيات من الاضطرار إلى التخلي عن مستقبلهن المهني أو التهميش إذا قررن تأسيس أسرة إلى مصدر قلق متزايد لدى العديد منهن، الأمر الذي دفعهن إلى اختيار عدم الإنجاب.
وتعهدت السلطات الصينية، التي تشعر بقلق إزاء تراجع معدل النمو السكاني في البلاد، باتخاذ سلسلة من التدابير، من بينها تقديم إعانات، في محاولة للتشجيع على الإنجاب.
لكنها لم تنجح في معالجة الصور النمطية الراسخة، التي تعتبر المرأة مقدمة الرعاية الرئيسية للأطفال.
وذكر اتحاد النقابات العمالية في هونان في الإخطار، أنه لا ينبغي لأصحاب العمل تفضيل توظيف الرجال.
وأضاف: “لا يتعيّن على أصحاب العمل الاستفسار أو التحري عن الحالة الزوجية أو الإنجابية للباحثات عن عمل”، كما ينبغي ألا تضم عقود العمل “قيودًا على زواج الموظفات أو إنجابهن”.
وتابع أنه لا يجوز تسريح الموظفات أو خفض رواتبهن بسبب الزواج أو الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.
وشهدت الصين انخفاضًا في عدد الزيجات بنسبة تزيد عن 20% عام 2024، وهو أحد أعراض المشكلة الديمغرافية التي تواجهها الدولة الآسيوية العملاقة بفعل إحجام صينيين كثر عن إنجاب الأطفال لأسباب اقتصادية.
وأفادت بيانات وزارة الشؤون المدنية بأن إجمالي عدد الزيجات العام المنصرم تراجع من 7,7 ملايين عام 2023 إلى 6,1 ملايين في 2024.
ويأتي هذا التراجع البالغة نسبته 20,5% في وقت انخفض عدد سكان الصين للعام الثالث تواليًا. وتقدّمت الهند على الصين عام 2023، إذ أصبحت الدولة ذات العدد الأكبر من السكان في العالم.